منتدى الأرانب للجميع
الاولياء .. الصوفية  343215

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات الأرانب للجميع .
المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى . مع تحيات الإدارة

الاولياء .. الصوفية  Rabbit10


منتدى الأرانب للجميع
الاولياء .. الصوفية  343215

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات الأرانب للجميع .
المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى . مع تحيات الإدارة

الاولياء .. الصوفية  Rabbit10

منتدى الأرانب للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الأرانب للجميع دخول

أول منتدى عربى رائد في مجال تربية الأرانب ومستلزماتها ... يضم صفوة خبراء المجال ويعتبر الوجهة الأولى لمربي الأرانب فى العالم العربي ، حيث يساعد أصحاب الأرانب والحيوانات بأمورتربيتها ورعايتها وكيفية التعامل معها ، تجد به أيضا كل ما يهمك عن الزراعة وتربية


الاولياء .. الصوفية

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد

19092016
الاولياء .. الصوفية

آراء أئمة الإسلام في التصوف وأهله

السؤال:

يقول الصوفية : إنّ علماءً كباراً ، مثل : الإمام أحمد بن حنبل ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب مدحوا التصوف ، بينما يقول البعض : إنّ ذلك غير صحيح ، ولذلك أريد أن أعرف منكم ما هو رأي الإمام الشافعي والإمام مالك وغيرهم من السلف حول الصوفية والتصوف .


الجواب:
الحمد لله
أولا :
ينبغي أن نفرق بين مدح شخص معين ينسب إلى التصوف والزهد ، كالجنيد بن محمد ، وأبي سليمان الداراني ، وأحمد بن أبي الحواري ، وغيرهم ممن عرف بالصلاح والعبادة ، وبين مدح الصوفية على سبيل العموم ، والحث على الانتساب إليها ، فكثير ممن نسب إلى التصوف هم من أهل الزهد والعبادة ، فيُذكرون بما

يمدحون به ، مادام أن الواحد منهم لم يتلبس ببدعة ظاهرة يدعو إليها ، وخاصة أن أهل التصوف الأول كانوا يقيدون علمهم بالكتاب والسنة ، كما قال عليّ بن هارون ، ومحمد بن أحمد بن يعقوب : سمعنا الْجُنَيْد غير مرة يقول : " علمُنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة ، من لم يحفظ الكتاب ، ويكتب الحديث ، ولم يتفقّه ، لا يُقْتَدى به " انتهى من " تاريخ الإسلام " (22/ 73) .

وقال حامد بْن إِبْرَاهِيم : قَالَ الجنيد بْن مُحَمَّد : " الطريق إِلَى اللَّه عز وجل مسدودة عَلَى خلق اللَّه تعالى ، إلا عَلَى المقتفين آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتابعين لسنته ، كَمَا قَالَ اللَّه عز وجل: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) " انتهى من " تلبيس إبليس " (ص 12) .

وقال الْحُسَيْن النوري لبعض أصحابه : " من رأيته يدعي مَعَ اللَّه عز وجل حالة تخرجه عَنْ حد علم الشرع : فلا تقربنه ، ومن رأيته يدعي حالة لا يدل عليها دليل ، ولا يشهد لها حفظ ظاهر : فاتهمه عَلَى دينه " .وعن الجريري قَالَ : " أمرنا هَذَا كله مجموع عَلَى فضل واحد هو أن تلزم قلبك المراقبة ويكون العلم عَلَى ظاهرك قائما " انتهى من " تلبيس إبليس " (ص 151) .فمن أثنى على مثل هؤلاء لا يقال إنه أثنى على التصوف وأهله .فالصوفية الأوائل كانوا أقرب إلى الكتاب والسنة ، ممن جاءوا بعدهم ، ونسبوا أنفسهم إلى التصوف .

ثم .. حتى هؤلاء الأوائل قد كان لبعضهم أشياء لا يوافق عليها ، كما سيأتي في كلام شيخ الإسلام ، ولذلك حذر منهم أئمة السلف والعلماء ، فقد نقل عن بعضهم عبارات فيها التقليل من شأن العلم الشرعي ، ونقل عن آخرين منهم المبالغة في الزهد والتقلل من الدنيا والتشدد في العبادة ، وهذا إن صلح لبعض الأفراد فإنه لا يصلح أن يكون منهجا عاما للإسلام ، فإن الدنيا لا تصلح ولا تعمر بمثل هذا ،

ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من أراد هذا من أصحابه ، فقال أحدهم : " أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا ، [يعني : ولا ينام] ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ . وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا . وَقَالَ آخر : أَنَا لَا آكُلُ اللَّحْمَ " . فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : ( أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ! أَمَا وَاللَّهِ ، إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ) رواه البخاري (5036) ، ومسلم (1401) .

وقد نقلت عن بعضهم أيضا عبارات من باب الرموز تشبه ما يقوله الباطنية من أن القرآن له ظاهر وباطن ، مما جعل بعض الأئمة يحذر منهم . فقد حذر الإمام أحمد من الحارث المحاسبي ، ومن سري السقطي . " تلبيس إبليس " (ص151- 152) .أما الإمام مالك رحمه الله فقال القاضي عياض رحمه الله
" قال المسيبي: كنا عند مالك وأصحابه حوله ، فقال رجل من أهل نصيبين : يا أبا عبد الله ، عندنا قوم يقال لهم الصوفية ، يأكلون كثيراً ، ثم يأخذون في القصائد ، ثم يقومون فيرقصون .

فقال مالك : الصبيان هم ؟ قال : لا .قال : أمجانين ؟ قال : لا ، قوم مشائخ .قال مالك : ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا " .انتهى من " ترتيب المدارك " (2/ 53) .

وقال مروان بن محمد الدمشقي - وهو من أصحاب الإمام مالك - :" ثلاثة لا يؤتمنون في دين : الصوفي والقصاص ومبتدع يرد على أهل الأهواء " .
انتهى من " ترتيب المدارك " (3/ 226) .

أما الإمام الشافعي :
فقال يونس بن عبد الأعلى : سمعت الشافعي يقول : " لو أن رجلا تصوف أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق " رواه البيهقي في " مناقب الشافعي " ( 2/ 207 ) بإسناد صحيح .وقال أيضا : " مَا لزم أحد الصوفية أربعين يوما فعاد عقله إليه أبدا " .انتهى من " تلبيس إبليس " (ص: 327) .
وقال أيضا : " صَحِبْتُ الصُّوفِيَّةَ، فَمَا انْتَفَعْتُ مِنْهُمْ إِلَّا بِكَلِمَتَيْنِ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: الْوَقْتُ سَيْفٌ. فَإِنْ قَطَعْتَهُ وَإِلَّا قَطَعَكَ. وَنَفْسُكَ إِنْ لَمْ تَشْغَلْهَا بِالْحَقِّ، وَإِلَّا شَغَلَتْكَ بِالْبَاطِلِ " .انتهى من " مدارج السالكين " (3/ 124) .

هذا ، مع أن هؤلاء الأئمة إنما تكلموا عن الصوفية الأوائل الذين لم تبلغ بدعتهم ما بلغت عند من جاءوا بعدهم ، ممن انتقص العلم الشرعي واحتقره واحتقر أهله ، أو ممن ذهب إلى القول بالحلول والاتحاد ، أو ممن ذهب إلى القول بأن الإنسان مجبور على فعله لا اختيار له ، أو ممن ذهب إلى الإباحية المطلقة والتحلل الكامل من أحكام الإسلام ، أو من المتأخرين الذين لا علاقة لهم بالزهد من الدنيا ، ولا التقلل منها ، ولا تهذيب النفس ، وإنما انحصرت صوفيتهم في الموالد التي يقيمونها ، مع عبادة الموتى ، وأصحاب الأضرحة والطواف حولها ، مع التكالب على الدنيا والحرص الشديد عليها ، وذلك يخالف منهج التصوف ذاته الذي يقول أتباعه إن الهدف منه تهذيب النفس والزهد في الدنيا .

ثانيا :
أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : فقد قال :
" بعث الله سبحانه وتعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي هو : العلم النافع ، ودين الحق الذي هو : العمل الصالح ؛ إذ كان من ينتسب إلى الدين: منهم من يتعانى العلم والفقه ويقول به كالفقهاء ، ومنهم من يتعانى العبادة وطلب الآخرة كالصوفية ، فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين " انتهى من " فتاوى ومسائل " (ص 31) .

فمقصوده رحمه الله - كما تقدم - : ما كان عليه أهل التصوف الأول من الزهد والعبادة ومعالجة آفات النفس ، لا ما عليه المتأخرون منهم من البدعة والضلالة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَهَؤُلَاءِ الْمَشَايِخُ لَمْ يَخْرُجُوا فِي الْأُصُولِ الْكِبَارِ عَنْ أُصُولِ " أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ " بَلْ كَانَ لَهُمْ مِنْ التَّرْغِيبِ فِي أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ ، الدُّعَاءِ إلَيْهَا ، الْحِرْصِ عَلَى نَشْرِهَا وَمُنَابَذَةِ مَنْ خَالَفَهَا ، مَعَ الدِّينِ وَالْفَضْلِ وَالصَّلَاحِ : مَا رَفَعَ اللَّهُ بِهِ أَقْدَارَهُمْ ، أَعْلَى مَنَارَهُمْ . وَغَالِبُ مَا يَقُولُونَهُ فِي أُصُولِهَا الْكِبَارِ : جيِّدٌ ؛ مَعَ أَنَّهُ لَا بُدَّ وَأَنْ يُوجَدَ فِي كَلَامِهِمْ وَكَلَامِ نُظَرَائِهِمْ مِنْ الْمَسَائِلِ الْمَرْجُوحَةِ ، وَالدَّلَائِلِ الضَّعِيفَةِ؛ كَأَحَادِيثَ لَا تَثْبُتُ ، وَمَقَايِيسُ لَا تَطَّرِدُ ، مَعَ مَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْبَصِيرَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (3/ 377) .

فيؤخذ من كلام شيخ الإسلام أن الصوفية الأوائل كانوا مستقيمين على منهج أهل السنة والجماعة في الجملة ، وإن كان الواحد منهم لا يسلم من بعض الأشياء التي تنتقد عليه . فيحمل كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب على هؤلاء .

ثالثا :
كثير من أهل العلم عابوا التصوف وأهله ، وذموه ونهوا عن سلوك طرائقه المعوجة . قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعى : " شهدت أبا زرعة - وقد سئل عن الحارث المحاسبى وكتبه - فقال للسائل : إياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات ، عليك بالأثر (الحديث) ، فإنك تجد فيه ما يغنيك .قيل له : في هذه الكتب عبرة .فقال : من لم يكن له في كتاب الله عبرة ، فليس له في هذه الكتب عبرة ، بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس، ما أسرع الناس إلى البدع! " .

قال الذهبي رحمه الله :
" وأين مثل الحارث ؟! فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب ؟ وأين مثل القوت ؟ كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمى؟ لطار لبُّه .كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسى في ذلك ، على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟ " انتهى من " ميزان الاعتدال " (1/ 431) .

وقال أبو بكر الطرطوشي رحمه الله :
" مَذْهَبُ الصُّوفِيَّةِ : بَطَالَةٌ وَجَهَالَةٌ وَضَلَالَةٌ ، وَمَا الْإِسْلَامُ إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ " .انتهى من " تفسير القرطبي " (11/ 238) .

وقال القرطبي رحمه الله :
" فَأَمَّا طَرِيقَةُ الصُّوفِيَّةِ : أَنْ يَكُونَ الشَّيْخُ مِنْهُمْ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَشَهْرًا ، مُفَكِّرًا لَا يَفْتُرُ، فَطَرِيقَةٌ بَعِيدَةٌ عَنِ الصَّوَابِ ، غَيْرُ لَائِقَةٍ بِالْبَشَرِ، وَلَا مُسْتَمِرَّةٌ عَلَى السُّنَنِ " .
انتهى من " تفسير القرطبي " (4/ 315) .وانظر للاستزادة :- " تلبيس إبليس " / لابن الجوزي .- " ذم ما عليه مدعو التصوف " / لابن قدامة المقدسي .
- " هذه هي الصوفية " / لعبد الرحمن الوكيل .

والخلاصة :
أن أهل العلم ، وخاصة أئمة المذاهب المتبوعة ، لا يعرف عن أحد منهم أنه مدح التصوف أو مدح أهله بإطلاق ، ولكن ربما مدحوا بعض من ينسب إلى التصوف ، لما عرف به في الناس من الزهد والعبادة والورع ، ونحو ذلك من مكارم الصفات والأخلاق .

والله أعلم .

عنوان رابط الموضوع
https://islamqa.info/ar/217491
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الساحر التائب حامد ادم ( يكشف بعض الطرق المنتسبة للصوفية )

هو قطب من الأقطاب الأربعة في العالم كله وكان شيخا صوفيا على الطريقة التيجانية .. معروف بالقطب  الولي الصالح صاحب الكرامات  الشيخ التائب يكشف  تفاصيل مثيرة عن التصوف وكيف يرتقي المرء بزعم  المتصوفة إلى الله ، حتى يصل إلى رؤية الله ورسولة يقظة ، وكيف يصل إلى علم الغيب والعلم اللدني وعلم المكاشفات وأسرار الآيات وغير ذلك كثير هذا هو طريق بعض الصوفية .

ملحوظة : بعض مما يسمون متصوفة هم ليسوا بمتصوفة اصلا وانما دخلاء على المنهج .

                عنوان الرابط للموضوع كاملا          

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=332601
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحوظة .. بالبحث وجدت ان بالفعل عند المتصوفة اقطاب اربعة ( حسب معتقداتهم ) والمشهورين منهم  ..السيد احمد الرفاعى .. السيد عبد القادر الجيلانى .. السيد احمد البدوى .. السيد ابراهيم القرشى الدسوقى .. وسواء كان هولاء اولياء لله ام لا .. فانا لا نتهم احد بشئ  .. لكن التعليق على  الافعال الغريبة التى يقوم بها بعض مرتادى الموالد الا وهى البدع والتى قد يكون بها نوع من الشرك .. كما انة تنتشر فى بعض كتب الروحانيات بعض الطرق الغريبة والتى يتم نسبها الى اصحاب هذة الطرق الصوفية .. والله اعلم بعبادة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاقطاب والابدال عند الصوفية على الرابط التالى  

( ملحوظة ) وجدت صورا لاحد اعتى كتب السحر والكفر والشرك وهو كتاب شمس المعارف .. وتم ذكر فية بعض الاشياء مثل ( دورة الاقطاب والابدال والخلفاء  ... وعن الخلوة ( إذا اختلى 7 ايام تظهر له عجائب الملكوت الأعلى ) (إذا بلغ أربعين يوما أن الله يعطيه التصريف في الموجودات ) ..

( أدنى درجة للولي أن يكشف له من العرش إلى الفرش ) من أكثر من ذكر اسمه مؤخر (يعني الله هو المقدم والمؤخر) يكون له تصريف قهري في العالم ..( جلب غائب او رزق )  زى اعلانات الفضائيات

تابع على الرابط التالى

http://islamqa.info/ar/83038

ــــــــــــــــــــــــــــ

وجدت ملصقا على احدى صفحات الفيس بوك .. حينما كنت اتصفح عن مركز جديد للعلاج اسمة المركز الروسى للعلاج النفسانى ( والسحر والمس ) ولفت نظرى ملصقا للسيدة زينب رضى الله عنها ..نمطة مثل الذى يستخدمة  الشيعة فى ملصقاتهم .. كما وجدت  رسمة الخمسة وخميسة وبها اسماء لبعض الكواكب وخط الجياة وخط القدر وخط الصحة .. المريخ سفلى .. كما وجدت صورة لما يسمى بخاتم روحانى.. وقد استنتجت ان المركز هو مركز  تنجيم  ... مع ان الغالب على الصفحة آيات قرآنية واحاديث شريفة ..

واثناء التصفح وجدت على صفحة اخرى التالى ملصقا عن الشيخ ( احمد الرفاعى ) احد اقطاب الصوفية وفية الاتى  روحانية ابن شهريار الصوفى الكبير تتصرف فى ترتيب جموع الصوفية فى العرب والعجم الى ما شاء الله ذلك لم يكن  الا لله الوهاب ....   النيابة المحمدية عند اهل القلوب ثابتة تدور بنوبة اهل الوقت على مراتبهم وتصرف الروح لا يصح  لمخلوق  انما الكرم الالهى يشمل ارواح بعض اوليائة بل كلهم  فيصلح شأن من يتوسل بهم الى الله

قال تعالى   ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ    ...  

التعليق .. حينما قرئت ذلك تخيلت انة من الممكن ان يكون كلامهم صحيحا طالما تم الاستناد الى القرآن الكريم  ولكن بالبحث عن الآيه  

قال تعالى

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾ فصلت

التفسير
قوله تعالى: « نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة » أي تقول لهم الملائكة الذين تتنزل عليهم بالبشارة  « نحن أولياؤكم » قال مجاهد: أي نحن قرناؤكم الذين كنا معكم في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة قالوا لا نفارقكم  حتى ندخلكم الجنة. وقال السدي: أي نحن الحفظة لأعمالكم في الدنيا وأولياؤكم في الآخرة.

تعاليق

مصطفى2
مناظرة توضح الكثير .. شيوخ ازهريون .. بمسميات مختلفة ( صوفى وسلفى ) .. الفيديو على الرابط التالى

https://www.youtube.com/watch?v=IpmNRFRHqrM

مقتطفات من الحوار

التعريف الصحيح لمسمى ( صوفى ) من الدقيقةالثانية ونصف .. الشيخ الشعراوى

من الناس من يصل بطاعه الله الى كرامه الله .. ومن الناس من يصل بكرامه الله الى طاعه الله لما تكون انت بتحب واحد وانت مش محبوب عندة تبقى بلوى ولا لأة .. لكن ربنا عز وجل مش كده .. ما بيعاملش الناس كده .. هتحبه يحبك .. تقرب منه .. يقرب منك اكتر .. الصوفى اسم موصوف .. الذى صوفى .. صوفى من مين .. صافى الله فصافاه الله .. فاصبح صوفى .. حبيب ومحبوب ..

الكتانى : التصوف منهج تعبدى فى الاسلام .. مثله مثل اى منهج منهم ما هو صحيح ومنه ما هو غير صحيح .. التصوف الصحيح .. الاسلامى ... السنى .. السلفى .. الذى يسعى الى تزكيه النفس واصلاح القلوب ..

الزغبى : نحن نؤمن بأن الرب واحد وان الكتاب واحد وان القبله واحدة وان النبى الخاتم واحد وان الغايه واحدة .المرحلة الاولى الامه كانت تحت مظله النبى صلى الله عليه وسلم ليس لهم مسمى على الاطلاق الا انهم مسلمون .. ثم جئنا الى المرحلة الثانيه بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ( الصحابه ) المرحله الثالثة ( التابعين ) المرحلة الرابعة ( الزهاد ) عصر الزهاد ..المرحلة الخامسة : ظهرت القدرية والمرجئة والخوارج وما شابه ذلك .. فاعتزل مجموعة من النساك والطيبين والصالحين امر هولاء فسموا بالصوفية .. المسمى هذا فى المرحلة الاولى

الكتانى ..لا انتقاد لمنهج السلف وهو منهج التصوف والتزكيه لان كل مسلم مطالب بأن يزكى نفسة .. انما انا انتقد الدخلاء انتقد الادعياء انتقد الخرافيين الذين ينتسبون ظلما وزورا الى التصوف .. الصوفية عندهم ما يسمى بمحتسب الصوفية وهوالامام احمد بن زروق .. الرجل الذى تتبع اولئك الذين دخلوا الى التصوف من اجل افسادة اولئك الذين نشروا البدع والخرافات فى كتابة قواعد التصوف . ابن تيمية رحمه الله يقول فى مجموع الفتاوى الجزء الثانى عشر ص 26 عن جمهور الصوفية ..

واما جمهور الامه واهل الحديث والفقة والتصوف فعلى ما جاءت بة الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثار من العلم وهم المتبعون من الرساله اتباع المحضر كثير منهم يظن ان التصوف او تزكية النفس هى بمجرد الانتساب للطرق وينصرف عن طلب العلم الشريف .. وهذا كلة بلا شك مرفوض .. كثير منهم ربما يقترف بعض البدع والمنكرات .. مسألة التبرك بالاضرحة مسألة خلافية .. احمد ابن حنبل لما سؤل عن التبرك برمانة منبر النبى صلى الله عليه وسلم اجازها وقال لا بأس بذلك .. التوسل الذى ينكرة البعض موجود .. نحن نفرق بين البدع التى هل محل اجماع انها بدع ومنكرات .. اما هناك اموراخرى متفق عليها لا خلاف فيها وهناك امور محل خلاف يسير فقهى ..

الزغبى : شيخ الاسلام ابن تيمية لما تحدث عن الصوفية تحدث عن اصحاب المرحلة الاولى .. وهو اثنى على عبد القادر الجيلانى فى ثلاث مواطن من مجموع الفتاوى على انة من اصحاب المرتبة الاولى التى فيها التزام عميق ..

مراحل الصوفية

المرحلة الاولى : على سنه وهدى النبى صلى الله عليه وسلم وكانوا اصحاب علم .. اثنى عليهم الجميع .. كانت مرحلة نزيهة

المرحلة الثانية : بعد نهاية القرن الثالث الهجرى .. وهذ باتفاق الباحثين .. وقد دار فيها الدخن من الذين ( دخلوا على الصوفية لتعكيرها وتشويهها ) فبدئو يتكلمون بالظاهر والباطن والحلول والاتحاد .. فهذا يقول مثلا ( ما فى الجبه الا الله ) وهذا ان سمع صوت كلب ينبح يقول ( لبيك لبيك ) على اعتبار انه يقول لربه لبيك وان الرب قد حل فى ال............

المرحلة الثالثة : كثر ابناء ( الفرس) يقصد الشيعة .. الذين دخلوا التصوف .. بعضهم آتى بثقافة من ثقافاتة .. فعكروا الجو .. بمعنى انهم نسبوا الى الآئمة مالم يذكروة .. كمثال : كتاب الفيوضات الربانية .. الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية لجمع وترتيب العارف القطب الربانى سيدى الشيخ محيى الدين عبد القادر الجيلانى ..(عند الدقيقة 25 ) والامام عبد القادر برئ من هذا .. ساعطيك نقطة واحدة انة برئ .. لانة هنا فى ذلك الكتاب بيقول انا ربيت وانا اللى شفيت عينى سيدنا يعقوب علية السلام عندما فقد البصر وانا اللى كنت مع موسى عليه السلام وانا اللى كنت مع نوح عليه السلام .. فى صفحة 5 .. ان ربنا بيكلم الجيلانى ويعطية من العلوم ما يتنافى مع ما جاء فى الكتاب والسنة فضلا عن انة يدعى انة الله .. ماذا يقول هنا بالحرف الواحد ..ثم سألته يارب .. ( يعنى بيكلم ربنا ) .. ..... الخ ...... . وهذا الكتاب منسوب الى عبد القادر الجيلانى وهذا الكتاب يتعبد بة الاف ..

الكتانى : ليس هناك مسلم يشهد ان لا آله الا الله وان محمد رسول الله يقول بالحلول والاتحاد فهذة عقيدة كفرية ..

مصطفى2
الولى .. المولى ... الاولياء

الولى .. من تفسير للشيخ الشعراوى

الولى يعنى القريب اللى ينصرنى عشان لما تجيلى فترة ضعف ينصرنى .. لماذا مطلوب الولى .. المنكر مش انك تتخذ الولى .. لان اتخاذ الولى امر فطرى فى الكون . اتخاذ الولى الذى يقرب منك وينصرك ويعينك على مهمات الامور امر فطرى .. انما الذى ننكرة ان تجعل وليك غير الله .. مثلا اذا افتقرت انت بحاجة لشخص غنى واذا ضعفت انت بحاجة لشخص قوى .. اذن الولى لا يطلب الا عند الشدة .. وهل رأيت انسانا استوت لة كل زوايا الحياة فيصير قويا لا يضعف ابدا وغنيا لا يفتقر ابدا .. والحق سبحانه وتعالى ما وزع مواهبه على خلقة فى كونة الا ليضمن بقاء هذة الولاية واستمراريتها .. فمثلا .. انت تحتاج للمهندس لتصميم منزلك .. وتحتاج للطبيب لعلاجك .. وتحتاج للمحامى ليتابع مصالحك .. اذن الله عز وجل نثر مواهبه لنلتحم ببعض التحام الحاجة ...

قال تعالى

وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّـهَ وَرَسولَهُ أُولـئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ عَزيزٌ حَكيمٌ ﴿٧١﴾ التوبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

آيات من القرآن الكريم تم ذكر الولى والاولياء فيها ..

الناصر .. المعين .. المحب .. متولى امورهم

اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥٧﴾ البقرة ..

قوله تعالى: « الله ولي الذين آمنوا » الولي فعيل بمعنى فاعل. قال الخطابي: الولي الناصر ينصر عباده المؤمنين؛ قوله تعالى: ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) ناصرهم ومعينهم، وقيل: محبهم، وقيل متولي أمورهم لا يكلهم إلى غيره، وقال الحسن: ولي هدايتهم ( يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) أي من الكفر إلى الإيمان
ـــــــــــــــــــــــ

من يسر الية بالمودة

لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّـهِ الْمَصِيرُ﴿٢٨﴾ آل عمران

نهى الله، تبارك وتعالى، عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين، وأن يتخذوهم أولياء يُسِرُّون إليهم بالمودة من دون المؤمنين، ثم توعد على ذلك فقال: ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ) أي:من يرتكب نهى الله في هذا فقد برئ من الله
ــــــــــــــــــــــــــــ

الكافى

وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ نَصِيرًا ﴿٤٥﴾ النساء

« وكفى بالله وليا » الباء زائدة؛ زيدت لأن المعنى اكتفوا بالله فهو يكفيكم أعداءكم. و « وليا » و « نصيرا » نصب على البيان،
ــــــــــــــــــــــــــ

المنقذ

رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ﴿٧٥﴾ النساء
« واجعل لنا من لدنك » أي من عندك. « وليا » أي من يستنقذنا « واجعل لنا من لدنك نصيرا » أي ينصرنا عليهم.
ـــــــــــــــــــــ

المعين فى امور الدين

الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا ﴿١٣٩﴾ النساء

قوله تعالى: « الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين » « الذين » نعت للمنافقين. وفي هذا دليل على أن من عمل معصية من الموحدين ليس بمنافق؛ لأنه لا يتولى الكفار. وتضمنت المنع من موالاة الكافر، وأن يتخذوا أعوانا على الأعمال المتعلقة بالدين. وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا من المشركين لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم يقاتل معه، فقال له: ( ارجع فإنا لا نستعين بمشرك ) .
ـــــــــــــــــــــــــ

الخاصة والبطانة

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّـهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا﴿١٤٤﴾ النساء
قوله تعالى: « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء » مفعولان؛ أي لا تجعلوا خاصتكم وبطانتكم منهم؛
ـــــــــــــــــــ

الله الذى بيدة الامر والذى يفوض الامر الية
الرسول
المؤمنين

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥﴾ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٥٦﴾ المائدة

قوله تعالى: « ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا » أي من فوض أمره إلى الله، وامتثل أمر رسوله، ووالى المسلمين، فهو من حزب الله. وقيل: أي ومن يتولى القيام بطاعة الله ونصرة رسوله والمؤمنين.
ــــــــــــــــــــ

الرب والمعبود

قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ
أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴿١٤﴾ الانعام

قوله تعالى: « قل أغير الله أتخذ وليا » مفعولان؛ لما دعوه إلى عبادة الأصنام دين آبائه أنزل الله تعالى « قل » يا محمد: « أغير الله اتخذ وليا » أي ربا ومعبودا وناصرا دون الله.
ـــــــــــــــــــ

الحافظ الناصر

وَاختارَ موسى قَومَهُ سَبعينَ رَجُلًا لِميقاتِنا فَلَمّا أَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ قالَ رَبِّ لَو شِئتَ أَهلَكتَهُم مِن قَبلُ وَإِيّايَ أَتُهلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا إِن هِيَ إِلّا فِتنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَن تَشاءُ وَتَهدي مَن تَشاءُ أَنتَ وَلِيُّنا فَاغفِر لَنا وَارحَمنا وَأَنتَ خَيرُ الغافِرينَ ﴿١٥٥﴾ الاعراف

قوله تعالى ( إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ ) أي: التي وقع فيها السفهاء, لم تكن إلا اختبارك وابتلاءك, أضللت بها قوما فافتتنوا, وهديت قوما فعصمتهم حتى ثبتوا على دينك, فذلك هو معنى قوله: ( تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا ) ناصرنا وحافظنا, ( فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ )
ـــــــــــــــــــــــ

المتقون

وَما لَهُم أَلّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّـهُ وَهُم يَصُدّونَ عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ وَما كانوا أَولِياءَهُ إِن أَولِياؤُهُ إِلَّا المُتَّقونَ وَلـكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمونَ ﴿٣٤﴾ الانفال

أي إن المتقين أولياؤه. أي:وكيف لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام أي الذي ببكة، يصدون المؤمنين الذين هم أهله عن الصلاة عنده والطواف به؛ ولهذا قال: ( وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ) أي:هم ليسوا أهل المسجد الحرام، وإنما أهله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال:سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من آلك؟ قال « كل تقي » ، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ )
ـــــــــــــــــ

البطانة والصديق

يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وَإِخوانَكُم أَولِياءَ إِنِ استَحَبُّوا الكُفرَ عَلَى الإيمانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَأُولـئِكَ هُمُ الظّالِمونَ ﴿٢٣﴾ التوبة

بطانة وأصدقاء فتفشون إليهم أسراركم
ــــــــــــــــ

المتفق معك فى الدين والكلمة والعون والنصرة .. المعين .. الناصر

وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّـهَ وَرَسولَهُ أُولـئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ عَزيزٌ حَكيمٌ ﴿٧١﴾ التوبة

قوله تعالى: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) في الدين واتفاق الكلمة والعون والنصرة.
ــــــــــــــــــ

المؤمن التقى

أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللَّـهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴿٦٢﴾الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ ﴿٦٣﴾ لَهُمُ البُشرى فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبديلَ لِكَلِماتِ اللَّـهِ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ ﴿٦٤﴾ يونس

يخبر تعالى عن أوليائه وأحبائه، ويذكر أعمالهم وأوصافهم، وثوابهم فقال: ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) فيما يستقبلونه مما أمامهم من المخاوف والأهوال.
( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما أسلفوا، لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال، وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثبت لهم الأمن والسعادة، والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى. ثم ذكر وصفهم فقال:

( الَّذِينَ آمَنُوا ) بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وصدقوا إيمانهم، باستعمال التقوى، بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي. فكل من كان مؤمنًا تقيًا كان لله [ تعالى ] وليًا، و ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ )أما البشارة في الدنيا، فهي: الثناء الحسن، والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الصالحة، وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق، وصرفه عن مساوئ الأخلاق. وأما في الآخرة، فأولها البشارة عند قبض أرواحهم،
ـــــــــــــــــــ

متولى امرى فى الدنيا والاخرة

رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ ﴿١٠١﴾ يوسف

« أنت وليي » أي ناصري ومتولي أموري في الدنيا والآخرة.
ــــــــــــــــــــ

الاصنام المعبودة

قُل مَن رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ قُلِ اللَّـهُ قُل أَفَاتَّخَذتُم مِن دونِهِ أَولِياءَ لا يَملِكونَ لِأَنفُسِهِم نَفعًا وَلا ضَرًّا قُل هَل يَستَوِي الأَعمى وَالبَصيرُ أَم هَل تَستَوِي الظُّلُماتُ وَالنّورُ أَم جَعَلوا لِلَّـهِ شُرَكاءَ خَلَقوا كَخَلقِهِ فَتَشابَهَ الخَلقُ عَلَيهِم قُلِ اللَّـهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ الواحِدُ القَهّارُ ﴿١٦﴾ الرعد

( قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ) معناه: إنكم مع إقراركم بأن الله خالق السموات والأرض اتخذتم من دونه أولياء فعبدتموها من دون الله, يعني: الأصنام, وهم ( لا يَمْلِكُونَ لأنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا ) فكيف يملكون لكم؟
ـــــــــــــــــــ

من يعبد بغير حق .. او الصديق والقريب المتفق معك

أَفَحَسِبَ الَّذينَ كَفَروا أَن يَتَّخِذوا عِبادي مِن دوني أَولِياءَ إِنّا أَعتَدنا جَهَنَّمَ لِلكافِرينَ نُزُلًا ﴿١٠٢﴾ الكهف

وهذا برهان وبيان، لبطلان دعوى المشركين الكافرين، الذين اتخذوا بعض الأنبياء والأولياء، شركاء لله يعبدونهم، ويزعمون أنهم يكونون لهم أولياء، ينجونهم من عذاب الله، وينيلونهم ثوابه، وهم قد كفروا بالله وبرسله. يقول الله لهم على وجه الاستفهام والإنكار المتقرر بطلانه في العقول:

( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ )

أي: لا يكون ذلك ولا يوالي ولي الله معاديا لله أبدا، فإن الأولياء موافقون لله في محبته ورضاه، وسخطه وبغضه، فيكون على هذا المعنى مشابها لقوله تعالى وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ

فمن زعم أنه يتخذ ولي الله وليا له وهو معاد لله فهو كاذب ويحتمل - وهو الظاهر- أن المعنى أفحسب الكفار بالله المنابذون لرسله أن يتخذوا من دون الله أولياء ينصرونهم وينفعونهم من دون الله ويدفعون عنهم الأذى؟ هذا حسبان باطل وظن فاسد فإن جميع المخلوقين ليس بيدهم من النفع والضر شيء ويكون هذا كقوله تعالى

قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ

ــــــــــ

العبد الصالح المحبوب من الله والناس

وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا ﴿٥﴾ مريم

( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ) وهذه الولاية، ولاية الدين، وميراث النبوة والعلم والعمل، ولهذا قال: ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) أي: عبدا صالحا ترضاه وتحببه إلى عبادك، والحاصل أنه سأل الله ولدا، ذكرا، صالحا، يبق بعد موته، ويكون وليا من بعده، ويكون نبيا مرضيا عند الله وعند خلقه، وهذا أفضل ما يكون من الأولاد، ومن رحمة الله بعبده، أن يرزقه ولدا صالحا، جامعا لمكارم الأخلاق ومحامد الشيم. فرحمه ربه واستجاب دعوته فقال

( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ( 7 )
ــــــــــــــ

القرين المصاحب

يا أَبَتِ إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمـنِ فَتَكونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾ مريم
إني أخاف أن تموت على كفرك فيمسك العذاب. « فتكون للشيطان وليا » أي قرينا في النار.
ــــــــــــــ

المعبود الحق

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ الفرقان

من قوله: ( نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ ) أي:ليس للخلائق كلهم أن يعبدوا أحدا سواك، لا نحن ولا هم، فنحن ما دعوناهم إلى ذلك، بل هم قالوا ذلك من تلقاء أنفسهم من غير أمرنا ولا رضانا ونحن برآء منهم ومن عبادتهم، كما قال تعالى:

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ [ سبأ:40 - 41 ] .

وقرأ آخرون: « مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُتَّخَذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ » أي:ما ينبغي لأحد أن يعبدنا، فإنا عبيد لك، فقراء إليك. وهي قريبة المعنى من الأولى. يقول تعالى ذكره: قالت الملائكة الذين كان هؤلاء المشركون يعبدونهم من دون الله وعيسى: تنـزيها لك يا ربنا، وتبرئة مما أضاف إليك هؤلاء المشركون, ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء نواليهم, أنت ولينا من دونهم, ولكن متعتهم بالمال يا ربنا في الدنيا والصحة، حتى نسوا الذكر وكانوا قوما هَلْكى، قد غلب عليهم الشقاء والخذلان.
ــــــــــــــ

معبود باطل

مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٤١﴾ العنكبوت

هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله، يرجون نصرهم ورزقهم، ويتمسكون بهم في الشدائد، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمَنْ يتمسك ببيت العنكبوت، فإنه لا يجدي عنه شيئا، فلو عَلموا هذا الحال لما اتخذوا من دون الله أولياء،
ـــــــــــــــ

الرب المعبود المطاع امره

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ سباء

« ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون » قال سعيد عن قتادة: هذا استفهام؛ كقول عز وجل لعيسى: « أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله » [ المائدة: 116 ]

قال النحاس: فالمعنى أن الملائكة صلوات الله عليهم إذا كذبتهم كان في ذلك تبكيت لهم؛ فهو استفهام توبيخ للعابدين. « قالوا سبحانك » أي تنزيها لك. « أنت ولينا من دونهم » أي أنت ربنا الذي نتولاه ونطيعه ونعبده ونخلص في العبادة له.

« بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون » أي يطيعون إبليس وأعوانه. وفي التفاسير: أن حيا يقال لهم بنو مليح من خزاعة كانوا يعبدون الجن، ويزعمون أن الجن تتراءى لهم، وأنهم ملائكة، وأنهم بنات الله؛ وهو قوله: « وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا » [ الصافات: 158 ] .

ــــــــــــــ

الاصنام المعبودة

أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴿٣﴾ الزمر

قوله تعالى: « والذين اتخذوا من دونه أولياء » يعني الأصنام والخبر محذوف. أي قالوا: « ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى » قال قتادة: كانوا إذا قيل لهم من ربكم وخالقكم؟ ومن خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء؟ قالوا الله، فيقال لهم ما معنى عبادتكم الأصنام؟ قالوا ليقربونا إلى الله زلفى،

ـــــــــــــــــــ

الناصر لاولياؤة .. المتصرف لخلقة بالنفع فى الدنيا والاخرة

وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴿٢٨﴾ الشورى

« وهو الولي الحميد » « الولي » الذي ينصر أولياءه. « الحميد » المحمود بكل لسان. ( وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) أي:هو المتصرف لخلقه بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، وهو المحمود العاقبة في جميع ما يقدره ويفعله.
ــــــــــــــــ

الصديق المناصر

إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّـهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴿١٩﴾ الجاثية

قوله تعالى: « إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا » أي إن اتبعت أهواءهم لا يدفعون عنك من عذاب الله شيئا. « وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض » أي أصدقاء وأنصار وأحباب. قال ابن عباس: يريد أن المنافقين أولياء اليهود. « والله ولي المتقين » أي ناصرهم ومعينهم.
ـــــــــــــــ

احباء الله

لما ادعت اليهود الفضيلة وقالوا: « نحن أبناء الله وأحباؤه » [ المائدة: 18 ] قال الله تعالى:
« إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس »

فللأولياء عند الله الكرامة. « فتمنوا الموت إن كنتم صادقين » لتصيروا إلى ما يصير إليه أولياء الله « ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم » أي أسلفوه من تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فلو تمنوه لماتوا؛ فكان في ذلك بطلان قولهم وما ادعوه من الولاية.
ـــــــــــــــ

قال تعالى
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّـهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٦﴾ الجمعة ...

يقول تعالى ذامًّا لليهود الذين أعطوا التوراة وحملوها للعمل بها، فلم يعملوا بها، مثلهم في ذلك كمثل الحمار يحمل أسفارا، أي:كمثل الحمار إذا حمل كتبا لا يدري ما فيها، فهو يحملها حملا حسيا ولا يدري ما عليه. وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الذي أوتوه، حفظوه لفظا ولم يفهموه ولا عملوا بمقتضاه، بل أولوه وحرفوه وبدلوه، فهم أسوأ حالا من الحمير؛ لأن الحمار لا فهمَ له، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها؛ ولهذا قال في الآية الأخرى:

أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [ الأعراف:179 ] وقال هاهنا: ( بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ...

وقال الإمام أحمد رحمه الله:حدثنا ابن نُمَير، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب، فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا، والذي يقول له » أنصت « ، ليس له جمعة »
ـــــــــــ


من موقع دار الافتاء السعودية

مجلة البحوث الإسلامية>العدد المائة الإصدار من رجب 1434 هـ إلى شوال 1434 هـ>البحوث>قواعد في ولاية الله تعالى>المطلب الأول سبيل الولاية>القاعدة الثالثة لا تنال الولاية بالوراثة ولا بالنسب

الولاية ليست حكرا على أحد، وليست علامة مميزة لطبقة معينة من الناس، ولا تنال بالوراثة ولا بالنسب، بل هي مرتبة في الدين عظيمة تبدأ بالإيمان بالله وامتلاء القلب بمحبته وتعظيمه وخوفه ورجائه عز وجل وتقواه، وتترجم إلى أعمال وطاعات، فيكسب صاحبها حب الله تعالى وولايته، إنها لا تنال إلا بالإيمان والتقوى. قال ابن تيمية
: " فأولياءُ الله هم المؤمنون المتَّقون ، كما قال تعالى:

أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (يونس: 62 - 63)،

وفي الحديثِ الصحيح الذي رواه البخاري وغيرُه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: يقول الله تعالى: مَن عادَى لي وليًّا فقد بارَزني بالمحاربة -أو فقد آذنتُه بالحرْب- وما تقرب عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ،ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصِر به، ويده التي يبطش بها، ورجلَه التي يمشي بها -

وفي رواية: فبِي يسمع وبي يُبصِر، وبي يبطش وبي يمشي- ولئن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍ أنا فاعله تردُّدي عن قبْض نفْس عبدي المؤمن، يَكْره الموت وأكْره مساءتَه ولا بدَّ له منه ، وهذا أصحُّ حديث يُروَى في الأولياء، فبيَّن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه مَن عادى وليَاً لله فقد بارَز الله في المحاربة .


وروى البخاريُّ ومسلم في "صحيحيهما" عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول جِهارًا من غير سِرٍّ: إنَّ آل فلان ليسوا لي بأولياء -يعني طائفة مِن أقاربه- إنما وليِّي الله وصالح المؤمنين وهذا موافقٌ لقوله تعالى:

فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (التحريم: 4)،

وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ هو من كان صالحا من المؤمنين. وهم المؤمنون المتقون أولياء الله، ودخل في ذلك أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وسائر أهل بيعة الرضوان، الذين بايعوا تحت الشجرة، وكانوا ألفا وأربعمائة، وكلهم في الجنة، كما ثبت في الصحيح، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة

ومثل الحديث الآخر: إن أوليائي المتقون أيًّا كانوا وحيث كانوا . فلا دخْلَ للقرابة في الولاية إنَّما هي متعلِّقة بالإيمان والتقوى، لذا نادى محمد -صلى الله عليه وسلم- أقاربه، أحباءه مؤكدا هذا الأمر فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴿٢١٤﴾ الشعراء)

دَعَا رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قُرَيْشًا فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ فَقَالَ: يَا بنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ؛ يَا بَنِي مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ؛
يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ؛ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ؛ يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ؛ يَا بَنِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ؛
يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ ؛ فَإِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبِلاَلِهَا وعند البخاري في صحيحه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

حين أنزل الله عز وجل: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ قال: يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف ، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب ، لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله ، لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا يقول ابن رجب رحمه الله: "وأصل الموالاة القرب،

وأصل المعاداة البعد، فأولياء الله هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه، وأعداؤه الذين أبعدهم منه بأعمالهم المقتضية لطردهم وإبعادهم منه" . ليست الولاية -إذًا- تركة يتوارثها الأبناء، ولكنها منهج واضح وصراط مستقيم، تولى الله بيانها في كتابه العزيز في قوله تعالى:

إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وقوله عز وجل: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ،

فالقرآن الكريم، والسنة المطهرة وضحت الطريق إلى ولاية الله، وهو الإيمان والتقوى والذي لا يكون إلا بالمحافظة على فرائض الله تعالى، والحرص على نوافله، وعلى هذا فمن ادعى أن هناك طريقًا يوصل إلى ولاية الله سوى طاعته بما شرع على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- فهو كاذب مبتدع مكذب لنصوص الكتاب والسنة. يقول شيخ الإسلام

في هذا الصدد: "فولي الله من والاه بالموافقة له في محبوباته ومرضياته، وتقرب إليه بما أمر به من طاعته" .

قال تعالى

إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (القصص: 56).
ــــــــــــــــــــــــ


مجلة البحوث الإسلامية>العدد الثامن والتسعون>الإصدار من ذي القعدة إلى صفر 1434 هـ>الفتاوى>من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ>حكم ما أهل به لغير الله من الذبائح

س/ سائل يقول: هل يجوز أن نأكل من الطعام الذي يصنع بقصد أن ذلك اليوم عيد للولي، أو لرجل صالح؟ وهل هناك فرق في هذا بين اللحم وغيره كالأرز مع العلم بأنهم عندما يذبحون لا يذكرون اسم ذلك الولي بل يذكرون اسم الله ؟

ج/ ما أُهل به لغير الله من الذبائح ، سواء ذكر اسم غير الله عليه أو لم يذكر عليها فإنه يحرم الأكل منها، فمثلاً إذا ذبح إنسان ذبيحة تقربًا للولي، وقال: اللهم هذه الذبيحة، وهذا الطعام قربة مني للولي، أو قال: أتقرب إليك يا ولي الله بهذه الذبيحة، فهذه الذبيحة لا يجوز أكلها؛ لأنها مما أُهل به لغير الله، كما لا يجوز
الأكل من الطعام المصنوع معها كالأرز ونحوه؛ لأن ذلك تابع للذبيحة في التحريم ومما تقرب به لغير الله تعالى،

قال الله جل وعلا: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ الآية (الأنعام:121 )،

فما أهل به لغير الله فإنه لا يجوز أكله، فالذبيحة التي ذبحت للصنم، أو للولي سواء سُمي الله عليها، أو سُمي الولي عليها فإنها ذبيحة رجس، مما أهل وتقرب به لغير الله، قال الله تعالى:

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْـزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ الآية، (المائدة: 3)،

أي ما ذبح وقصد تقربًا لغير الله فلا يحل لك أن تأكل منها فهي ذبيحة نجسة، رجس، حرام أكلها، فإن الذبح لغير الله شرك أكبر، ومن أعظم الذنوب التي تخرج عن الملة أعاذنا الله وإياكم من ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من موضوع الاولياء من موقع ( الاسلام سؤال وجواب )
107283: من هم الأولياء ، وما هي درجاتهم؟
أرجو مساعدتي في فهم ما يلي :
1) من هم الأولياء ؟ 2) ما هي درجات الولاية ؟ 3) هل يجوز تسمية الأولياء " أصحاب الله " ؟

الحمد لله

أولا : أولياء الله – بكل وضوح واختصار – هم أهل الإيمان والتقوى ، الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم ، فيلتزمون أوامره ، ويجتنبون نواهيه .

ثانيا :الولاية متفاوتة بحسب إيمان العبد وتقواه ، فكل مؤمن له نصيب من ولاية الله ومحبته وقربه ، ولكن هذا النصيب يتفاوت بحسب الأعمال الصالحة البدنية والقلبية التي يتقرب بها إلى الله ، وعليه يمكن تقسيم درجات الولاية إلى ثلاث درجات :

1- درجة الظالم لنفسه : وهو المؤمن العاصي ، فهذا له من الولاية بقدر إيمانه وأعماله الصالحة .

2- المقتصد : وهو المؤمن الذي يحافظ على أوامر الله ، ويجتنب معاصيه ، ولكنه لا يجتهد في أداء النوافل : وهذا أعلى درجة في الولاية من سابقه .

3- السابق بالخيرات : وهو الذي يأتي بالنوافل مع الفرائض ، ويبلغ بالعبادات القلبية لله عز وجل مبالغ عالية ، فهذا في درجات الولاية العالية .

ثم لا شك أن النبوة هي أعلى وأرقى درجات الولاية لله عز وجل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (10/6) – : " الناس على ثلاث درجات : ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات . فالظالم لنفسه : العاصي بترك مأمور أو فعل محظور . والمقتصد : المؤدي الواجبات والتارك المحرمات . والسابق بالخيرات : المتقرب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب ، والتارك للمحرم والمكروه . وإن كان كل من المقتصد والسابق قد يكون له ذنوب تمحى عنه : إما بتوبة - والله يحب التوابين ويحب المتطهرين - وإما بحسنات ماحية ، وإما بمصائب مكفرة ، وإما بغير ذلك . وكل من الصنفين المقتصدين والسابقين من أولياء الله الذين ذكرهم في كتابه بقوله :

( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون ) ، فحد أولياء الله هم : المؤمنون المتقون . ولكن ذلك ينقسم : إلى " عام " : وهم المقتصدون . و " خاص " وهم السابقون ، وإن كان السابقون هم أعلى درجات كالأنبياء والصديقين .

وأما الظالم لنفسه من أهل الإيمان : فمعه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه ، كما معه من ضد ذلك بقدر فجوره ، إذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب ، والسيئات المقتضية للعقاب ، حتى يمكن أن يثاب ويعاقب ، وهذا قول جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الإسلام وأهل السنة والجماعة الذين يقولون : إنه لا يخلد في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " انتهى .

ثالثا :الولاية ليست حكرا على أحد ، وليست علامة مميزة لطبقة معينة من الناس ، ولا تنال بالوراثة ولا بالأوسمة ، بل هي رتبة ربانية تبدأ بالقلب محبة وتعظيما لله عز وجل ، وتترجم إلى واقع عملي ، فيكسب صاحبها حب الله تعالى وولايته رابعا : الولاية لا تبيح لصاحبها فعل المحرمات ولا ترك الواجبات ،بل إن فعل ذلك فهو دليل على نقص ولايته لله ، وكذلك لا تبيح لأحد أن يتوجه إلى من يسمون بالأولياء ـ وقد لا يكونون يستحقون ذلك ـ فيرفعونهم إلى مقام النبوة فلا يردون لهم أمرا ، ولا يناقشون لهم فكرا ولا رأيا ،

وهذا كله من الغلو الذي نهى الله تعالى عنه ، ومن أعظم أسباب وقوع الشرك في الناس .وقد يتعدى بعض الناس هذا الحد فيقع في الشرك الأكبر بسبب الفهم الخاطئ للولاية ومنزلة الأولياء فتراه يدعوهم من دون الله ويذبح لهم ويقدم لهم القرابين ويطوف حول أضرحتهم . والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شرح اسم الله الولى والمولى ... الشيخ محمد بقنة الشهرانى .. من موقع اليوتيوب

فى اللغة العربية هما مأخوذان من الولى بسكون اللام والولى هو القرب . مثل يا غلام وكل مما يليك . من الولى . القرب ولى امر الفتاة عند الزواج ( الصهر )
ـــــــــــــــــــــ
المولى فى اللغة .. من الولاية بفتح الواو بمعنى النصرة .............. الولاية بكسر الواو بمعنى السلطان
ـــــــــــــــــــــ
الفرق بين الولى والمولى فى حق الله سبحانه وتعالى
الولى بمعنى .. الناصر .. القريب من عبادة .. الحافظ لهم .. المحب لهم .
المولى بمعنى .. المالك .. المتصرف .. له السلطان .. المدبر للامور .. الناصر
ـــــــــــــــــ
الولى
هل الله ولى الكافرين ؟ ابدا .. (وَما كانوا أَولِياءَهُ إِن أَولِياؤُهُ إِلَّا المُتَّقونَ) الانفال 34
هل الله ولى المؤمنين ؟ نعم .. قال تعالى (اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) البقرة 257 ..
والمعنى محبتهم وقربهم وحفظهم .. لابد ان نفهم .. الله الولى ولا يكون وليا الا للمؤمنين
ـــــــــــ
المولى .. ( مختصر الشرح ) امثلة
فى حالة ذكر المؤمنين فهو مولاهم .. لكن الكافرين لا مولى لهم
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴿١١﴾ محمد
ـــــــــــ
فى حالة ذكر المؤمنين والكافرين

( ثُمَّ رُدّوا إِلَى اللَّـهِ مَولاهُمُ الحَقِّ أَلا لَهُ الحُكمُ وَهُوَ أَسرَعُ الحاسِبينَ ﴿٦٢﴾ الانعام

﴿ هُنالِكَ تَبلو كُلُّ نَفسٍ ما أَسلَفَت وَرُدّوا إِلَى اللَّـهِ مَولاهُمُ الحَقِّ وَضَلَّ عَنهُم ما كانوا يَفتَرونَ﴿٣٠﴾ يونس

اذن كيف فى الآيه فى سورة محمد ذكر ان الكافرين لا مولى لهم تابع ذلك الجزء من تفسير الآية من سورة يونس

فإن قيل: كيف قال: « وردوا إلى الله مولاهم الحق » وقد أخبر بأن الكافرين لا مولى لهم. قيل ليس بمولاهم في النصرة والمعونة، وهو مولى لهم في الرزق وإدرار النعم .
ـــــــــــــ
(رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴿٢٨٦﴾ البقرة
ــــــــــــ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿١٤٩﴾ بَلِ اللَّـهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴿١٥٠﴾ آل عمران
ـــــــــــ
وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ ﴿٦١﴾ ثُمَّ رُدّوا إِلَى اللَّـهِ مَولاهُمُ الحَقِّ أَلا لَهُ الحُكمُ وَهُوَ أَسرَعُ الحاسِبينَ ﴿٦٢﴾ الانعام
ـــــــــــ
هُنالِكَ تَبلو كُلُّ نَفسٍ ما أَسلَفَت وَرُدّوا إِلَى اللَّـهِ مَولاهُمُ الحَقِّ وَضَلَّ عَنهُم ما كانوا يَفتَرونَ﴿٣٠﴾ يونس
ــــــــــ
فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٥﴾ الحديد

« هي مولاكم » أي أولى بكم، والمولى من يتولى مصالح الإنسان، ثم استعمل فيمن كان ملازما للشيء. وقيل: أي النار تملك أمرهم، بمعنى أن الله تبارك وتعالى يركب فيها الحياة والعقل فهي تتميز غيظا على الكفار، ولهذا خوطبت في قوله تعالى: « يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد » [ ق: 30 ] . « وبئس المصير » أي ساءت مرجعا ومصيرا.
ـــــــــ
إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّـهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّـهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴿٤﴾ التحريم ...

وقوله: ( فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) .. يقول: فإن الله هو وليه وناصره، وصالح المؤمنين، وخيار المؤمنين أيضًا مولاه وناصره. وقيل: عني بصالح المؤمنين في هذا الموضع: أَبو بكر، وعمر رضي الله عنهما وقوله: ( وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) يقول: والملائكة مع جبريل وصالح المؤمنين لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أعوان على من أذاه، وأراد مساءته.
مصطفى2
من جملة ذكرها الشيخ الشعراوى رحمه الله ( قال انا من الذى لا تعلم ) فى المشاركة قبل السابقة نتوصل الى قصة
( سيدنا موسى مع الخضر عليه السلام ) .. وهذة القصة احدى اعمدة التصوفية

قال تعالى

( فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا ﴿٦٥﴾ قالَ لَهُ موسى هَل أَتَّبِعُكَ عَلى أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا ﴿٦٦﴾ قالَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيفَ تَصبِرُ عَلى ما لَم تُحِط بِهِ خُبرًا ﴿٦٨﴾ قالَ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا ﴿٦٩﴾ قالَ فَإِنِ اتَّبَعتَني فَلا تَسأَلني عَن شَيءٍ حَتّى أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكرًا ﴿٧٠﴾ فَانطَلَقا حَتّى إِذا رَكِبا فِي السَّفينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئًا إِمرًا ﴿٧١﴾ قالَ أَلَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ﴿٧٢﴾قالَ لا تُؤاخِذني بِما نَسيتُ وَلا تُرهِقني مِن أَمري عُسرًا﴿٧٣﴾ فَانطَلَقا حَتّى إِذا لَقِيا غُلامًا فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلتَ نَفسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئًا نُكرًا ﴿٧٤﴾ قالَ أَلَم أَقُل لَكَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ﴿٧٥﴾ قالَ إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تُصاحِبني قَد بَلَغتَ مِن لَدُنّي عُذرًا ﴿٧٦﴾ فَانطَلَقا حَتّى إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيِّفوهُما فَوَجَدا فيها جِدارًا يُريدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا ﴿٧٧﴾ قالَ هـذا فِراقُ بَيني وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأويلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبرًا ﴿٧٨﴾أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعيبَها وَكانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفينَةٍ غَصبًا ﴿٧٩﴾وَأَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ فَخَشينا أَن يُرهِقَهُما طُغيانًا وَكُفرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيرًا مِنهُ زَكاةً وَأَقرَبَ رُحمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ وَكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكانَ أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري ذلِكَ تَأويلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبرًا﴿٨٢﴾ الكهف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تفسير الشيخ ابن عثيمين

(آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا) اى ان الله جل وعلا جعلة من اوليائه برحمته اياه .. (وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا) يعنى علما لا يطلع عليه الناس.. وهو علم الغيب فى هذة القصة المعينة وليس علم نبوة ولكنة علم خاص .. لأن هذا العلم الذى اطلع عليه الخضر لا يمكن ادراكه وليس شيئا مبنيا على المحسوس .. فيبنى المستقبل على الحاضر .. بل شئ من الغائب .. فاطلعه الله تعالى على معلومات لا يطلع عليها البشر ..
ــــــــــــــــــــــــــ
مقتطف من تفسير ابن كثير

عن ابن عباس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل فَسُئل:أي الناس أعلم؟ قال:أنا. فعتب الله عليه إذ لم يَرُدّ العلم إليه، فأوحى الله إليه:إنّ لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك. فقال موسى:يا رب، وكيف لي به؟ قال:تأخذ معك حوتًا، تجعله بمكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم. فأخذ حوتا، فجعله بمكتل ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يُوشع بن نون عليهما السلام، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل، فخرج منه،فسقط في البحر واتخذ سبيله في البحر سربا، وأمسك الله عن الحوت جِريةَ الماء، فصار عليه مثل الطاق. فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه:

( آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ) ولم يجد موسى النَّصَب حتى جاوَزَا المكان الذي أمره الله به. قال له فتاه: ( أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ) قال: » فكان للحوت سربًا ولموسى وفتاه عجبًا، فقال: ( ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ) . قال: « فرجعا يقصان أثرهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مُسجّى بثوب، فسلم عليه موسى، فقال الخَضِر:وَأنّى بأرضك السلام!. قال:أنا موسى. قال:موسى بني إسرائيل؟ قال:نعم، أتيتك لتعلمني مما عُلِّمت رشدا. قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه، لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله عَلَّمَكَه الله لا أعلمه.

فقال موسى: سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا قال له الخضر: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا . »
فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوه ، فعرفوا الخضر، فحملوهم بغير نول، فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحًا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى:قد حملونا بغير نول، فعمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟ لقد جئت شيئًا إمرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا قال:وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كانت الأولى من موسى نسيانًا » .

قال:وجاء عصفور فنـزل على حرف السفينة فنقر في البحر نَقْرة، [ أو نقرتين ] فقال له الخضر:ما علمي وعلمك في علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر. ( وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ( 80 ) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ( 81 )
قد تقدم أن هذا الغلام كان اسمه جَيْسُور. وفي الحديث عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرًا » . رواه ابن جرير من حديث ابن إسحاق، عن سعيد، عن ابن عباس، به؛ ولهذا قال: ( فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) أي:يحملهما حبه على متابعته على الكفر.قال قتادة:قد فرح به أبواه حين ولد،وحزنا عليه حين قتل،ولو بقي كان فيه هلاكهما،فليرض امرؤ بقضاء الله، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب.

وصح في الحديث: « لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له » . وقال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [ البقرة:216 ] .

وقوله [ تعالى ] فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ) أي:ولدًا أزكى من هذا، وهما أرحم به منه، قاله ابن جريج.
وقال قتادة:أبر بوالديه.وقد تقدم أنهما بدلا جارية. وقيل لما قتله الخضر كانت أمه حاملا بغلام مسلم. قاله ابن جريح وقوله: ( رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ) أي:هذا الذي فعلته في هذه الأحوال الثلاثة، إنما هو من رحمة الله بمن ذكرنا من أصحاب السفينة، ووالدي الغلام، وولدي الرجل الصالح، ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ) لكني أمرت به ووقفت عليه،

وفيه دلالة لمن قال بنبوة الخضر، عليه السلام، مع ما تقدم من قوله: فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا .وقال آخرون:كان رسولا. وقيل بل كان ملكًا. نقله الماوردي في تفسيره. وذهب كثيرون إلى أنه لم يكن نبيًا. بل كان وليًا. فالله أعلم.

وذكر ابن قتيبة في المعارف أن اسم الخضر بَلْيَا بن مَلْكان بن فالغ بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، عليه السلام قالوا:وكان يكنى أبا العباس، ويلقب بالخضر، وكان من أبناء الملوك، ذكره النووي في تهذيب الأسماء، وحكى هو وغيره في كونه باقيًا إلى الآن ثم إلى يوم القيامة قولين، ومال هو وابن الصلاح إلى بقائه، وذكروا في ذلك حكايات وآثارًا عن السلف وغيرهم وجاء ذكره في بعض الأحاديث. ولا يصح شيء من ذلك، وأشهرها أحاديث التعزية وإسناده ضعيف.

ورجح آخرون من المحدثين وغيرهم خلاف ذلك، واحتجوا بقوله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ [ الأنبياء:34 ] وبقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: « اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض » ، وبأنه لم ينقل أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ولا حضر عنده، ولا قاتل معه.
ولو كان حيا لكان من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ] وأصحابه؛ لأنه عليه السلام كان مبعوثًا إلى جميع الثقلين:الجنّ والإنس، وقد قال: « لو كان موسى وعيسى حَيَّيْن ما وسعهما إلا اتباعي » وأخبر قبل موته بقليل:أنه لا يبقى ممن هو على وجه الأرض إلى مائة سنة من ليلته تلك عين تَطْرفُ، إلى غير ذلك من الدلائل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تفسير البغوى

( فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً ) أي نعمة ( مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) أي: علم الباطن إلهاما ولم يكن الخضر نبيا عند أكثر أهل العلم .
ــــــــــــــ
من تفسير الطبرى

وقوله: ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ) يقول: وهبنا له رحمة من عندنا ( وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) يقول: وعلمناه من عندنا أيضا علما.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) : أي من عندنا علما. وكان سبب سفر موسى صلى الله عليه وسلم وفتاه، ولقائه هذا العالم الذي ذكره الله في هذا الموضع فيما ذكر ، أن موسى سئل: هل في الأرض ، أعلم منك؟

فقال: لا أو حدّثته نفسه بذلك، فكره ذلك له، فأراد الله تعريفه أن من عباده في الأرض من هو أعلم منه، وأنه لم يكن له أن يحتم على ما لا علم له به، ولكن كان ينبغي له أن يكل ذلك إلى عالمه.وقال آخرون: بل كان سبب ذلك أنه سأل الله جلّ ثناؤه أن يدله على عالم يزداد من علمه إلى علم نفسه.
ثم تلا إلى قوله: ( وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) فلقيا رجلا عالما يقال له الخَضِر، فذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: « إنَّمَا سُمِيَ الخَضِرُ خَضِرًا لأنهُ قَعَدَ على فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فاهْتَزَّتْ بِهِ خَضراء » .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تفسير القرطبى

قوله تعالى: « فوجدا عبدا من عبادنا » العبد هو الخضر عليه السلام في قول الجمهور، وبمقتضى الأحاديث الثابتة وخالف من لا يعتد بقوله، فقال: ليس صاحب موسى بالخضر بل هو عالم آخر وحكى أيضا هذا القول القشيري، قال: وقال قوم هو عبد صالح، والصحيح أنه كان الخضر؛ بذلك ورد الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال مجاهد: سمي الخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله، وروى الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء ) هذا حديث صحيح غريب. الفروة هنا وجه الأرض؛ قاله الخطابي وغيره. والخضر نبي عند الجمهور. وقيل: هو عبد صالح غير نبي،

والآية تشهد بنبوته لأن بواطن أفعاله لا تكون إلا بوحي. وأيضا فان الإنسان لا يتعلم ولا يتبع إلا من فوقه، وليس يجوز أن يكون فوق النبي من ليس نبي وقيل: كان ملكا أمر الله موسى أن يأخذ عنه مما حمله من علم الباطن. والأول الصحيح؛ والله أعلم.

قوله تعالى: « آتيناه رحمة من عندنا » الرحمة في هذه الآية النبوة وقيل: النعمة. « وعلمناه من لدنا علما » أي علم الغيب، ابن عطية: كان علم الخضر علم معرفة بواطن قد أوحيت إليه، لا تعطي ظواهر الأحكام أفعاله بحسبها؛ وكان علم موسى علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تفسير السعدى

وجدا عبدا من عبادنا، وهو الخضر، وكان عبدا صالحا، لا نبيا على الصحيح.

آتيناه [ رحمة من عندنا أي: أعطاه الله رحمة خاصة بها زاد علمه وحسن عمله ( وَعَلَّمْنَاهُ ) ] ( مِنْ لَدُنَّا ) [ أي: من عندنا ] عِلْمًا، وكان قد أعطي من العلم ما لم يعط موسى، وإن كان موسى عليه السلام أعلم منه بأكثر الأشياء، وخصوصا في العلوم الإيمانية، والأصولية، لأنه من أولي العزم من المرسلين، الذين فضلهم الله على سائر الخلق، بالعلم، والعمل، وغير ذلك،وأما قوله في آخر القصة: وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي فإنه لا يدل على أنه نبي وإنما يدل على الإلهام والتحديث،

كما يكون لغير الأنبياء، كما قال تعالى وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ

وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا

ومنها: أن العلم الذي يعلمه الله [ لعباده ] نوعان:

علم مكتسب يدركه العبد بجده واجتهاده. ونوع علم لدني، يهبه الله لمن يمن عليه من عباده لقوله وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا
ومنها: التأدب مع المعلم، وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب،لقول موسى عليه السلام:

هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا فأخرج الكلام بصورة الملاطفة والمشاورة، وأنك هل تأذن لي في ذلك أم لا وإقراره بأنه يتعلم منه، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذي لا يظهر للمعلم افتقارهم إلى علمه، بل يدعي أنه يتعاون هم وإياه،

بل ربما ظن أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جدا، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم.

ومنها تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه، فإن موسى - بلا شك- أفضل من الخضر.

ومنها: تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يتمهر فيه، ممن مهر فيه، وإن كان دونه في العلم بدرجات كثيرة.فإن موسى عليه السلام من أولي العزم من المرسلين، الذين منحهم الله وأعطاهم من العلم ما لم يعط سواهم، ولكن في هذا العلم الخاص كان عند الخضر، ما ليس عنده، فلهذا حرص على التعلم منه.
فعلى هذا، لا ينبغي للفقيه المحدث، إذا كان قاصرا في علم النحو، أو الصرف، أو نحوه من العلوم، أن لا يتعلمه ممن مهر فيه، وإن لم يكن محدثا ولا فقيها.

ومنها: إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى، والإقرار بذلك، وشكر الله عليها لقوله: تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ أي: مما علمك الله تعالى.

ومنها: أن العلم النافع، هو العلم المرشد إلى الخير، فكل علم يكون فيه رشد وهداية لطرق الخير، وتحذير عن طريق الشر، أو وسيلة لذلك، فإنه من العلم النافع، وما سوى ذلك، فإما أن يكون ضارا، أو ليس فيه فائدة لقوله: أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا

ومنها: أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم، وحسن الثبات على ذلك، أنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم فمن لا صبر له لا يدرك العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به كل أمر سعى فيه، لقول الخضر - يعتذر من موسى بذكر المانع لموسى في الأخذ عنه- إنه لا يصبر معه.

ومنها: أن السبب الكبير لحصول الصبر، إحاطة الإنسان علما وخبرة، بذلك الأمر، الذي أمر بالصبر عليه، وإلا فالذي لا يدريه، أو لا يدري غايته ولا نتيجته، ولا فائدته وثمرته ليس عنده سبب الصبر لقوله: وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا فجعل الموجب لعدم صبره، وعدم إحاطته خبرا بالأمر.

ومنها: الأمر بالتأني والتثبت، وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء، حتى يعرف ما يراد منه وما هو المقصود.

ومنها: تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة، وأن لا يقول الإنسان للشيء: إني فاعل ذلك في المستقبل، إلا أن يقول إِنْ شَاءَ اللَّهُ

ومنها: أن العزم على فعل الشيء، ليس بمنزلة فعله، فإن موسى قال: سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا فوطن نفسه على الصبر ولم يفعل.

ومنها: أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء، حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها، فإن المصلحة تتبع، كما إذا كان فهمه قاصرا، أو نهاه عن الدقيق في سؤال الأشياء التي غيرها أهم منها، أو لا يدركها ذهنه، أو يسأل سؤالا لا يتعلق في موضع البحث.

ومنها: جواز ركوب البحر، في غير الحالة التي يخاف منها.

ومنها: أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه لا في حق الله، ولا في حقوق العباد لقوله: لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ

ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم، العفو منها، وما سمحت به أنفسهم، ولا ينبغي له أن يكلفهم ما لا يطيقون، أو يشق عليهم ويرهقهم، فإن هذا مدعاة إلى النفور منه والسآمة، بل يأخذ المتيسر ليتيسر له الأمر.

ومنها: أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها، وتعلق بها الأحكام الدنيوية، في الأموال، والدماء وغيرها، فإن موسى عليه السلام، أنكر على الخضر خرقه السفينة، وقتل الغلام، وأن هذه الأمور ظاهرها، أنها من المنكر، وموسى عليه السلام لا يسعه السكوت عنها، في غير هذه الحال، التي صحب عليها الخضر، فاستعجل عليه السلام، وبادر إلى الحكم في حالتها العامة، ولم يلتفت إلى هذا العارض، الذي يوجب عليه الصبر، وعدم المبادرة إلى الإنكار.ومنها: القاعدة الكبيرة الجليلة وهو أنه « يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير »ويراعي أكبر المصلحتين، بتفويت أدناهما، فإن قتل الغلام شر، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما، أعظم شرا منه،وبقاء الغلام من دون قتل وعصمته، وإن كان يظن أنه خير، فالخير ببقاء دين أبويه، وإيمانهما خير من ذلك، فلذلك قتله الخضر،
وتحت هذه القاعدة من الفروع والفوائد، ما لا يدخل تحت الحصر، فتزاحم المصالح والمفاسد كلها، داخل في هذا.

ومنها: القاعدة الكبيرة أيضا وهي أن « عمل الإنسان في مال غيره، إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة، أنه يجوز، ولو بلا إذن حتى ولو ترتب على عمله إتلاف بعض مال الغير » كما خرق الخضر السفينة لتعيب، فتسلم من غصب الملك الظالم. فعلى هذا لو وقع حرق،أو غرق، أو نحوهما، في دار إنسان أو ماله، وكان إتلاف بعض المال، أو هدم بعض الدار، فيه سلامة للباقي، جاز للإنسان بل شرع له ذلك، حفظا لمال الغير، وكذلك لو أراد ظالم أخذ مال الغير، ودفع إليه إنسان بعض المال افتداء للباقي جاز، ولو من غير إذن.

ومنها: أن العمل يجوز في البحر، كما يجوز في البر لقوله: يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ولم ينكر عليهم عملهم.

ومنها: أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته، ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة، لأن الله أخبر أن هؤلاء المساكين، لهم سفينة.

ومنها: أن القتل من أكبر الذنوب لقوله في قتل الغلام لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا

ومنها: أن القتل قصاصا غير منكر لقوله بِغَيْرِ نَفْسٍ

ومنها: أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه، وفي ذريته.

ومنها: أن خدمة الصالحين، أو من يتعلق بهم، أفضل من غيرها، لأنه علل استخراج كنزهما، وإقامة جدارهما، أن أباهما صالح.

ومنها: استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ، فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وأما الخير،
فأضافه إلى الله تعالى لقوله ( فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) كما قال إبراهيم عليه السلام وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وقالت الجن: وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا مع أن الكل بقضاء الله وقدره.

ومنها: أنه ينبغي للصاحب أن لا يفارق صاحبه في حالة من الأحوال، ويترك صحبته، حتى يعتبه، ويعذر منه، كما فعل الخضر مع موسى.

ومنها: أن موافقة الصاحب لصاحبه، في غير الأمور المحذورة، مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها، كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة.

ومنها: أن هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض أجراها الله وجعلها على يد هذا العبد الصالح، ليستدل العباد بذلك على ألطافه في أقضيته، وأنه يقدر على العبد أمورا يكرهها جدا، وهي صلاح دينه، كما في قضية الغلام، أو وهي صلاح دنياه كما في قضية السفينة، فأراهم نموذجا من لطفه وكرمه، ليعرفوا ويرضوا غاية الرضا بأقداره المكروهة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
المقتطفات من تفسير الشيخ الشعراوى رحمه الله

( فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا ) العبودية لله عز .. العبودية للبشر ذل .. لأن عبوديتك للبشر تأخذ خير العبد للسيد ولكن عبوديتك لله تأخذ خير سيدك لك
( آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا ) رحمة من الله مباشرة .. (وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا ) يعنى مش بواسطة الرسل ..وكأنة لا حرج على الله فى انه يختار عبدا من عبادة يديلة حاجة كدة من وراء النبوة .. قالك بس خد بالك .. ان العبد حين يكون صالحا ويأخذ من فيوضات الله بيأخذها عن الطريق اللى قالة لة النبى .. لكن المأخوذ هنا مش هو المأخوذ من الرسول ..المأخوذ من الرسول الحكم الظاهرى الذى على مخالفة التكاليف وعلى التكاليف اما الحاجة بقى التانية دى علم تانى وراء الظاهر .. الرسل بيعملوا اية .. بيأتو باحكام .. ربنا عايز منك تعمل كذا وتعمل كذا ..الرسل بيقولوا اوعى تقتل .. اوعى تتلف حاجة الغير .. الراجل دة هيتلف السفينة ويقتل الولد .. تبقى مش هى دى بتاعة الرسل .. الرسل جايبين الاحكام الظاهرية .. فى احكام تانية لها علل باطنة فوق العلل الظاهرة ..

هى دى اللى بقى بياخدها ( وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا ) .. ولذلك لما قالوا النبوة .. اختلف بقى العلماء .. وقال الخضر دة هل هو موجود الان ولا مات ولا فى .. قالك .. فى كل زمان خضر .. فى كل زمان ربنا يدى واحد شوية فيوضات كدة من عندة بس مش هى بتاعة الرسول ولذلك هيقولة (إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيفَ تَصبِرُ عَلى ما لَم تُحِط بِهِ خُبرًا ﴿٦٨﴾) مش عندك انت الكلام دة .. انا من كيس وانت من كيس .. لكن ما يتعارضوش .. انما التعارض مع اية .. مع ان فية احكام ليها علل باطنية ولها حكم ظاهرى .. فالرسول للحكم الظاهرى .. لو ان موسى علم العلة فى خرق السفينة لبادر هو الى خرقها ..

(وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا ) الى بيسموة العلم اللدنى (مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا ) الرشد هو حسن التصرف فى الاشياء وسداد المسلك فى علة ما انت بصددة ... فكأن النبى اللى مرسل للناس وقف عند المعلم يقولة انا هاخذ منك الرشد ( الرشد فى مذهبة مش الرشد فى تبليغ الاحكام الظاهرة ) (عَلى أَن تُعَلِّمَنِ ) دل على انة يطلب شيئا لم يكن معلوما لة(عَلى أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا ) شوف الشروط التى يبنيها العالم على من يريد العلم .. قال انت مذهب وانا مذهب .. مذهبك غير مذهبى ومش هنتفق مع بعض ..

شوف بقى الخميرة اللى بيديهالة (إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ) .. مش هتقدر تصبر على تصرفاتى .. لأن تصرفاتى من كيس غير كيسك .. الكيس بتاعك كيس علم الاحكام الظاهرية .. انا احكام تانية مستترة وراء دى .. ولذلك يقول لك .. العلم الباطنى .. يبقى عذرة ولا معذروش .. عذرة .. وقالة ما تزعلش .. لا تحزن لانى بقولك انك لا تستطيع ان تكون معى(وَكَيفَ تَصبِرُ عَلى ما لَم تُحِط بِهِ خُبرًا) يبقى بيعذرة ولا لأ .. يقولك انت ما تصبرش الا على حاجة انت عندك علم بها .. لكن اللى ما عندكش علم بية هتصبر علية ازاى ..

دى ادب الطريقتين .. طريق الاحكام الظاهرية .. وطريق ما خلف الاحكام الظاهرية .. دة ما يعترضش على دة .. ودة ما يعترضش على دة
دة ما يسفهش دة .. ودة ما يسفهش دة .. لكن العيب لما نشوف واحد عندة شئ من فيوضات الله عليه .. فكانت لة طريقة واتباع .. نرى من ينكر علية وربما وصل الامر الى الشتائم والتجريح والتكفير .. لا .. انت شوف اما اقولك .. كل مذهب لا يحتج بة على مذهب .. شوف الادب (لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ) وانا اعذرك (وَكَيفَ تَصبِرُ عَلى ما لَم تُحِط بِهِ خُبرًا) .. فاللى عايز يتعلم قالة انا اقبل ذلك الكلام (قالَ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا) .. المتعلم اصبح مأمورا (قالَ فَإِنِ اتَّبَعتَني فَلا تَسأَلني عَن شَيءٍ حَتّى أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكرًا)

انى اللى اقولك بعدين .. طيب ما تقولة من الاول .. قالك لأ .. عشان يعلمة أدب تناول العلم .. مش كل حاجة تقولة دى اية ودى اية ودى اية (فَوَجَدا فيها جِدارًا يُريدُ أَن يَنقَضَّ ) .. يريد .. الارادة دى نفهمها للمفكر العاقل اللى لية ارادة اللى زينا .. انما لما تيجى لغير العاقل يقولك .. قرب ان ينهد لما نرى فية من علامات كالتصدع والشروخ .. وهذا الفهم يتناسب مع اصحاب التفكير السطحى وضيقى الافق

اما الذين يدققون فى المسائل ( اصحاب الافق الواسع ) فيعلمون ان كل خلق الله لهم تسبيح ولهم تحميد ولهم علم

قال تعالى
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ﴿٢٩﴾ ) الدخان .. وهل تبكى السماء والارض .. انها عواطف كمان مش بس كلام .. وتبكى على الناس الصالحين ..

( قالَ هـذا فِراقُ بَيني وَبَينِكَ ) دستور من الله على ان المذهبان لا يلتقيان .. كل واحد فى طريقة ..المرتاد لة طريق وغيرة لة طريق ..ويجب ان دة ما يعترضش على دة .. ودة ما يعترضش على دة .. وكل واحد يلزم ادبة.. (قالَ هـذا فِراقُ بَيني وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأويلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبرًا ) ومش هتركك وفى نفسك هذة التساؤلات يمكن تاخد فى نفسك على شئ وتاخد على تعليم الله ليا شئ .. انا هانبئك على الاشياء عشان ترتاح .. وهذا من آدب الصحبة ..مادام اصطحبوا مع بعض .. لا يفترقوا على الخلاف .. لازم يفترقوا على ( الفهم او الاتفاق .. الكلمة غير واضحة ) .. لان افتراقهم على الخلاف ينمى الفجوة .. زى ما بيقولوا عندنا ( تبقى صافى يا لبن )

عنوان روابط الفيديو للتفسير للشيخ الشعراوى
بداية من الدقيقة الرابعة على الرابط الاول ( من الآيه 63 : 77 ) من سورة الكهف
https://www.youtube.com/watch?v=A5ZRssb5uWM

الحلقة الثانية ( من الآيه 77 : 83 )

https://www.youtube.com/watch?v=0g5fdWBvNv8
مصطفى2
البحث عن دلائل لمعرفة من هو الخضر عليه السلام .. وقد اختلف العلماء فى كونة وليا او نبيا او رسولا

ويرجع سبب ذلك البحث ان هناك الكثير من السحرة والمشعوذين تسللوا الى المتصوفة والى طرقهم يعملون الكبائر والمنكرات بحجة ان معهم العلم الباطنى .. كما ان البعض يدعى رؤية الخضر عليه السلام فى زمننا هذا ..

الجزء الاول .. اولا الفرق بين الرسول والنبى

قال تعالى

وَقالَ الَّذينَ أَشرَكوا لَو شاءَ اللَّـهُ ما عَبَدنا مِن دونِهِ مِن شَيءٍ نَحنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمنا مِن دونِهِ مِن شَيءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم فَهَل عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴿٣٥﴾ وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ فَمِنهُم مَن هَدَى اللَّـهُ وَمِنهُم مَن حَقَّت عَلَيهِ الضَّلالَةُ فَسيروا فِي الأَرضِ فَانظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذِّبينَ ﴿٣٦﴾ النحل

من تفسير ابن كثير
وبعث في كل أمة رسولا أي:في كل قرن من الناس وطائفة رسولا وكلهم يدعو إلى عبادة الله، وينهى عن عبادة ما سواه: ( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) فلم يزل تعالى يرسل إلى الناس الرسل بذلك، منذ حدث الشرك في بني آدم، في قوم نوح الذين أرسل إليهم نوح، وكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض إلى أن ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي طبقت دعوته الإنس والجن في المشارق والمغارب، وكلهم كما قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [ الأنبياء:25 ] ، وقال تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [ الزخرف:45 ] ، وقال تعالى في هذه الآية الكريمة: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾ الحج

من تفسير القرطبى

قوله تعالى: « تمنى » أي قرأ وتلا. و « ألقى الشيطان في أمته » أي قراءته وتلاوته. وقد تقدم في البقرة. قال ابن عطية: وجاء عن ابن عباس أنه كان يقرأ « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » ذكره مسلمة بن القاسم بن عبدالله، ورواه سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس.قال مسلمة: فوجدنا المحدثين معتصمين بالنبوة - على قراءة ابن عباس - لأنهم تكلموا بأمور عالية من أنباء الغيب خطرات، ونطقوا بالحكمة الباطنة فأصابوا فيما تكلموا وعصموا فيما نطقوا؛ كعمر بن الخطاب في قصة سارية، وما تكلم به من البراهين العالية.

قلت: وقد ذكر هذا الخبر أبو بكر الأنباري قي كتاب الرد له، وقد حدثني أبي رحمه الله حدثنا علي بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث » قال أبو بكر: فهذا حديث لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن. والمحدث هو الذي يوحي إليه في نومه؛ لأن رؤيا الأنبياء وحي.قال العلماء: إن هذه الآية مشكلة من جهتين: إحداهما:

أن قوما يرون أن الأنبياء صلوات الله عليهم فيهم مرسلون وفيهم غير مرسلين وغيرهم يذهب إلى أنه لا يجوز أن يقال نبي حتى يكون مرسلا. والدليل على صحة هذا قوله تعالى « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي » فأوجب للنبي صلى الله عليه وسلم الرسالة وأن معنى « نبي » أنبأ عن الله عز وجل، ومعنى أنبأ عن الله عز وجل الإرسال بعينه. وقال الفراء: الرسول الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل عليه السلام إليه عيانا، والنبي الذي تكون نبوته إلهاما أو مناما؛
فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. قال المهدوي: وهذا هو الصحيح، أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. وكذا ذكر القاضي عياض في كتاب الشفا قال:
والصحيح والذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا؛واحتج بحديث أبي ذر، وأن الرسل من الأنبياء ثلاثمائة وثلاثة عشر، أولهم آدم وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ وَكَفَى بِاللَّـهِ حَسِيبًا ﴿٣٩﴾ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴿٤١﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٤٢﴾ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴿٤٤﴾ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴿٤٦﴾ الاحزاب

من تفسير القرطبى

قوله تعالى: « ولكن رسول الله » قال الأخفش والفراء: أي ولكن كان رسول الله. وأجازا « ولكن رسول الله وخاتم » بالرفع وكذلك قرأ ابن أبي عبلة وبعض الناس « ولكن رسول الله » بالرفع، على معنى هو رسول الله وخاتم النبيين. وقرأت فرقة « ولكن » بتشديد النون، ونصب « رسول الله »على أنه اسم « لكن » والخبر محذوف « وخاتم » قرأ عاصم وحده بفتح التاء، بمعنى أنهم به ختموا، فهو كالخاتم والطابع لهم. وقرأ الجمهور بكسر التاء بمعنى أنه ختمهم، أي جاء آخرهم. وقيل: الخاتم والخاتم لغتان، مثل طابع وطابع، ودانق ودانق، وطابق من اللحم وطابق قال ابن عطية: هذه الألفاظ عنه جماعة علماء الأمة خلفا وسلفا متلقاة على العموم التام مقتضية نصا أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم وما ذكره القاضي أبو الطيب في كتابه المسمى بالهداية: من تجويز الاحتمال في ألفاظ هذه الآية ضعيف ما ذكره الغزالي في هذه الآية، وهذا المعنى في كتابه الذي سماه بالاقتصاد، إلحاد عندي، وتطرق خبيث إلى تشويش عقيدة المسلمين في ختم محمد صلى الله عليه وسلم النبوة، فالحذر الحذر منه! والله الهادي. برحمته.

قلت: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا نبوة بعدي إلا ما شاء الله ) .قال أبو عمر: يعني الرؤيا والله أعلم التي هي جزء منها، كما قال عليه السلام: ( ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة ) . وقرأ ابن مسعود « من رجالكم ولكن نبيا ختم النبيين » . قال الرماني: ختم به عليه الصلاة والسلام الاستصلاح، فمن لم يصلح به فميؤوس من صلاحه.قلت: ومن هذا المعنى قوله عليه السلام: ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) . وفي صحيح مسلم عن جابر قال قال رسول الله صلى: ( مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون. منها ويقولون لولا موضع اللبنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء ) . نحوه عن أبي هريرة، غير أنه قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ) ..
ـــــــــ
من تفسير ابن كثير

يمدح تعالى: ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ ) أي:إلى خلقه ويؤدونها بأمانتها ( وَيَخْشَوْنَهُ ) أي:يخافونه ولا يخافون أحدًا سواه فلا تمنعهم سطوة أحد عنإبلاغ رسالات الله، ( وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) أي:وكفى بالله ناصرًا ومعينًا. وسيد الناس في هذا المقام - بل وفي كل مقام -

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه قام بأداء الرسالة وإبلاغها إلى أهل المشارق والمغارب، إلى جميع أنواع بني آدم، وأظهر الله كلمته ودينه وشرعه على جميع الأديان والشرائع، فإنه قد كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وأما هو، صلوات الله عليه، فإنه بُعث إلى جميع الخلق عَرَبهم وعجمهم،

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [ الأعراف:158 ] ،

ثم ورث مقام البلاغ عنه أمته من بعده، فكان أعلى مَنْ قام بها بعده أصحابه، رضي الله عنهم، بلغوا عنه كما أمرهم به في جميع أقواله وأفعاله وأحواله، في ليله ونهاره، وحَضَره وسفره، وسره وعلانيته، فرضي الله عنهم وأرضاهم. ثم ورثه كل خلف عن سلفهم إلى زماننا هذا، فبنورهم يقتدي المهتدون، وعلى منهجهم يسلك الموفقون. فنسأل الله الكريم المنان أن يجعلنا من خلفهم.قال الإمام أحمد:حدثنا ابن نُمَيْر، أخبرنا الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي البَخْتَري، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمر الله فيه مقال ثم لا يقوله، فيقول الله:ما يمنعك أن تقول فيه؟ فيقول:رب، خشيت الناس. فيقول:فأنا أحق أن يخشى » .وقوله: ( وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) كقوله: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [ الأنعام:124 ]

فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول [ بعده ] بطريق الأولى والأحرى؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإن كل رسول نبي، ولا ينعكس. وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة.

قال الإمام أحمد:حدثنا أبو عامر الأزدي، حدثنا زُهَيْر بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبيّ بن كعب ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارًا فأحسنها وأكملها، وترك فيها موضع لَبنة لم يَضَعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه، ويقولون:لو تمَّ موضع هذه اللبنة؟ فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة » .ورواه الترمذي، عن بُنْدَار، عن أبي عامر العقدي، به ، وقال:حسن صحيح.

حديث آخر:قال الإمام أحمد:حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بنزياد، حدثنا المختار بن فُلفُل، حدثنا أنس بن مالك قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي. »

قال:فشَقّ ذلك على الناس قال:قال :ولكن المبشرات « . قالوا:يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال: » رؤيا الرجل المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة « . »
وهكذا روى الترمذي عن الحسن بن محمد الزعفراني،عن عفان بن مسلم، به وقال:صحيح غريب من حديث المختاربن فُلفُل.

حديث آخر:قال أبو داود الطيالسي:حدثنا سَليم بن حَيَّان، عن سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارًا فأكملها وأحسنها إلا موضع لَبنة، فكان مَنْ دخلها فنظر إليها قال:ما أحسنها إلا موضع هذه اللبنة! فأنا موضع اللبنة، ختم بي الأنبياء، عليهم السلام » .

ورواه البخاري، ومسلم، والترمذي من طرق، عن سليم بن حيان، به. وقال الترمذي:صحيح غريب من هذا الوجه.

حديث آخر:قال الإمام أحمد:حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:مثلي ومثل النبيين [ من قبلي ] كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا لَبنَة واحدة، فجئت أنافأتممت تلك اللبنة « . انفرد بإخراجه مسلم من روايةالأعمش، به . »

حديث آخر:قال [ الإمام ] أحمد:حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عثمان بنعُبَيد الراسبي قال:سمعت أبا الطفيل قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا نبوة بعدي إلا المبشرات » . قال:قيل:وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: « الرؤيا الحسنة - أو قال - الرؤيا الصالحة. »

حديث آخر:قال الإمام أحمد:حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن هَمَّام بن مُنَبِّه قال:هذا ما حدثنا أبو هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل ابتنى بيوتا فأحسنها وأكملها وأجملها، إلا موضع لَبنة من زاوية منزواياها، فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان ويقولون:ألا وَضَعْتَ هاهنا لبنة فيتم بنيانك؟! » قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: « فكنت أنا اللبنة » .أخرجاه من حديث عبد الرزاق.

حديث آخر:عن أبي هريرة أيضا:قال الإمام مسلم:حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر قالوا:حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « فُضلت على الأنبياء بست:أعْطِيتُ جوامع الكلم، ونُصِرْتُ بالرعب، وأحِلَّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون » .ورواه الترمذي وابن ماجه، من حديث إسماعيل بن جعفر، وقال الترمذي:حسن صحيح.

حديث آخر:قال الإمام أحمد:حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى دارًا فأتمها إلا موضع لبنة واحدة، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة » .
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كُرَيْب، كلاهما عن أبي معاوية، به.

حديث آخر:قال الإمام أحمد:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح عن سعيد بن سُويد الكلبي، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن العِرْباض بن سارية قال.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنْجَدِل في طينته. »

حديث آخر:قال الزهري:أخبرني محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، رضي الله عنه، قال.. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن لي أسماء:أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي. » أخرجاه في الصحيحين .وقال الإمام أحمد:حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لَهِيعة، عن عبد الله بن هُبَيْرة، عن عبد الرحمن بن جبير قال:سمعت عبد الله بن عمرو يقول:خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودّع، فقال.. « أنا محمد النبي الأمي - ثلاثا - ولا نبي بعدي، أوتيت فواتح الكلم وجوامعه وخواتمه، وعلمت كم خزنة النار وحملة العرش، وتجوز بي، وعُوفيتُ وعُوفيتْ أمتي؛ فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم، فإذا ذُهب بي فعليكم بكتاب الله، أحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه » . تفرد به الإمام أحمد.ورواه [ الإمام ] أحمد أيضا عن يحيى بن إسحاق، عن ابن لَهِيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الله بن مريج الخولاني، عن أبي قيس - مولى عمرو بن العاص - عن عبد الله بن عمرو فذكر مثله سواء .والأحاديث في هذا كثيرة، فمن رحمة الله تعالى بالعباد إرسال محمد، صلوات الله وسلامه عليه، إليهم، ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء والمرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له.

وقد أخبر تعالى في كتابه، ورسوله في السنة المتواترة عنه:أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أن كل مَنِ ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك، دجال ضال مضل، ولو تخرق وشعبذ، وأتى بأنواع السحر والطلاسم والنَيرجيَّات ،فكلها محال وضلال عند أولي الألباب، كما أجرى الله، سبحانه وتعالى، على يد الأسود العَنْسي باليمن، ومسيلمة الكذاب باليمامة، من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة، ما علم كل ذي لب وفهم وحِجى أنهما كاذبان ضالان، لعنهما الله. وكذلك كل مدع لذلك إلى يوم القيامة حتى يختموا بالمسيح الدجال، [ فكل واحد من هؤلاء الكذابين ] يخلق الله معه من الأمور ما يشهد العلماء والمؤمنون بكذب مَنْ جاء بها. وهذا من تمام لطف الله تعالى بخلقه، فإنهم بضرورة الواقع لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر إلا على سبيل الاتفاق، أو لما لهم فيه من المقاصد إلى غيره، ويكون في غاية الإفك والفجور في أقوالهم وأفعالهم، كما قال تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ الآية [ الشعراء:221، 222 ] . وهذا بخلاف الأنبياء، عليهم السلام، فإنهم في غاية البر والصدق والرشد والاستقامة [ والعدل ]فيما يقولونه ويفعلونه ويأمرون به وينهون عنه، مع ما يؤيدون به من الخوارق للعادات، والأدلة الواضحات، والبراهين الباهرات، فصلوات الله وسلامه عليهم دائما مستمرا ما دامت الأرض والسموات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى

وَاذكُر فِي الكِتابِ موسى إِنَّهُ كانَ مُخلَصًا وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا﴿٥١﴾  مريم .. من تفسير الشيخ الشعراوى

من بعد الدقيقة الرابعة

الرسول من اوحى الية بشرع يعمل بة ويؤمر بتبليغة

النبى اوحى الية بشرع يعمل بة  ولم يؤمر بتبليغة ( خصوصية لة ) خصوصية زائدة عن القدر اللى فى الرسالة العامة

اذن كل رسول لابد ان يكون نبيا .. وليس كل نبى لابد ان يكون رسولا .. لأن النبى يعيش على منهج الرسول الذى عاصره او سبقة وبعد ذلك لية اشياء يزيدها ربنا ( زى اللى علمه من لدنا علما )   ....
يقصد سيدنا الخضر عليه السلام

رابط الفيديو للشيخ الشعراوى
https://www.youtube.com/watch?v=breRu3h_ocQ

مما فهمت من كلام الشيخ الشعراوى رحمه الله ان الخضر عليه السلام كان نبيا ..

قال تعالى
مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾


عدل سابقا من قبل مصطفى2 في الخميس سبتمبر 22, 2016 3:49 pm عدل 1 مرات
مصطفى2
البحث عن دلائل لمعرفة من هو الخضر عليه السلام .. هل هو ولى او نبى او رسول

الجزء الثانى

بعض العلماء ذكر ان العلم الذى كان يعلمة الخضر عليه السلام هو من علم الغيب ..


قال تعالى

يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿٤٣﴾ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٤٤﴾ آل عمران

من تفسير ابن كثير

ثم قال تعالى لرسوله [ عليه أفضل الصلوات والسلام ] بعدما أطلعه على جلية الأمر: ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ) أي:نقصه عليك ( وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) أي:ما كنت عندهم يا محمد فَتُخْبرهم عنهم معاينة عما جرى، بل أطلعك الله على ذلك كأنك كنت حاضرا وشاهدًا لما كان من أمرهم حين اقترعوا في شأن مريم أيهم يكفلها، وذلك لرغبتهم في الأجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى
مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿١٧٩﴾ آل عمران

من تفسير ابن كثير

ثم قال: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ) أي:أنتم لا تعلمون غيبَ الله في خلقه حتى يُميز لكم المؤمن من المنافق، لولا ما يعقده من الأسباب الكاشفة عن ذلك.
ثم قال: ( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ ) كقوله عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا [ الجن:26، 27 ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى
وَما نُرسِلُ المُرسَلينَ إِلّا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ فَمَن آمَنَ وَأَصلَحَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴿٤٨﴾وَالَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ العَذابُ بِما كانوا يَفسُقونَ﴿٤٩﴾ قُل لا أَقولُ لَكُم عِندي خَزائِنُ اللَّـهِ وَلا أَعلَمُ الغَيبَ وَلا أَقولُ لَكُم إِنّي مَلَكٌ إِن أَتَّبِعُ إِلّا ما يوحى إِلَيَّ قُل هَل يَستَوِي الأَعمى وَالبَصيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرونَ ﴿٥٠﴾ الانعام

من تفسير القرطبى

قوله تعالى: « وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين » أي بالترغيب والترهيب. قال الحسن: مبشرين بسعة الرزق في الدنيا والثواب في الآخرة؛ يدل على ذلك قوله تعالى: « ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض » [ الأعراف: 96 ] . ومعنى ( منذرين ) مخوفين عقاب الله؛ فالمعنى: إنما أرسلنا المرسلين لهذا لا لما يقترح عليهم من الآيات، وإنما يأتون من الآيات بما تظهر معه براهينهم وصدقهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى
وَعِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ ﴿٥٩﴾ الانعام

من تفسير القرطبى

فالله تعالى عنده علم الغيب، وبيده الطرق الموصلة إليه، لا يملكها إلا هو، فمن شاء إطلاعه عليها أطلعه، ومن شاء حجبه عنها حجبه. ولا يكون ذلك من إفاضته إلا على رسله؛ بدليل قوله تعالى: « وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء » [ آل عمران: 179 ]

وقال: « عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول » [ الجن: 26 - 27 ] . الآية وقيل: المراد بالمفاتح خزائن الرزق؛ عن السدي والحسن. مقاتل والضحاك: خزائن الأرض. وهذا مجاز، عبر عنها بما يتوصل إليها به. وقيل: غير هذا مما يتضمنه معنى الحديث أي عنده الآجال ووقت انقضائها. وقيل: عواقب الأعمار وخواتم الأعمال؛ إلى غير هذا من الأقوال. والأول المختار. والله أعلم. قال علماؤنا: أضاف سبحانه علم الغيب إلى نفسه في غير ما آية من كتابه إلا من اصطفى من عباده.

فمن قال: إنه ينزل الغيث غدا وجزم فهو كافر، أخبر عنه بأمارة ادعاها أم لا. وكذلك من قال: إنه يعلم ما في الرحم فهو كافر؛ فإن لم يجزم وقال: إن النوء ينزل الله به الماء عادة، وأنه سبب الماء عادة، وأنه سبب الماء على ما قدره وسبق في علمه لم يكفر؛

إلا أنه يستحب له ألا يتكلم به، فإن فيه تشبيها بكلمة أهل الكفر، وجهلا بلطيف حكمته؛ لأنه ينزل متى شاء، مرة بنوء كذا، ومرة دون النوء؛

قال الله تعالى: ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكوكب ) على ما يأتي بيانه في « الواقعة » إن شاء الله.

قال ابن العربي: وكذلك قول الطبيب: إذا كان الثدي الأيمن مسود الحلمة فهو ذكر، وإن كان في الثدي الأيسر فهو أنثى، وإن كانت المرأة تجد الجنب الأيمن أثقل فالولد أنثى؛ وادعى ذلك عادة لا واجبا في الخلقة لم يكفر ولم يفسق. وأما من ادعى الكسب في مستقبل العمر فهو كافر.أو أخبر عن الكوائن المجملة أو المفصلة في أن تكون قبل أن تكون فلا ريبة في كفره أيضا. فأما من أخبر عن كسوف الشمس والقمر فقد قال علماؤنا: يؤدب ولا يسجن. أما عدم تكفيره فلأن جماعة قالوا: إنه أمر يدرك بالحساب وتقدير المنازل حسب ما أخبر الله عنه من قوله « والقمر قدرناه منازل » [ يس: 39 ] . وأما أدبهم فلأنهم يدخلون الشك على العامة، إذ لا يدركون الفرق بين هذا وغيره؛ فيشوشون عقائدهم ويتركون قواعدهم في اليقين فأدبوا حتى يسروا ذلك إذا عرفوه ولا يعلنوا به.

قلت: ومن هذا الباب أيضا ما جاء في صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أتى عرافا فسأل عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) . والعراف هو الحازر والمنجم الذي يدعي علم الغيب. وهي من العرافة وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها. وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن في ذلك بالزجر والطرق والنجوم، وأسباب معتادة في ذلك. وهذا الفن هو العيافة ( بالياء ) . وكذا ينطلق عليها اسم الكهانة؛ قاله القاضي عياض. والكهانة: ادعاء علم الغيب.

قال أبو عمر بن عبدالبر في كتاب ( الكافي ) : من المكاسب المجتمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذ الأجرة على النياحة والغناء، وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء، وعلى الزمر واللعب والباطل كله. قال علماؤنا: وقد انقلبت الأحوال في هذه الأزمان بإتيان المنجمين، والكهان لا سيما بالديار المصرية؛ فقد شاع في رؤسائهم وأتباعهم وأمرائهم اتخاذ المنجمين، بل ولقد أنخدع كثير من المنتسبين للفقه والدين فجاؤوا إلى هؤلاء الكهنة والعرافين فبهرجوا عليهم بالمحال، واستخرجوا منهم الأموال فحصلوا من أقوالهم على السراب والآل، ومن أديانهم على الفساد والضلال. وكل ذلك من الكبائر؛ لقوله عليه السلام: ( لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) . فكيف بمن أتخذهم وأنفق عليهم معتمدا على أقوالهم.

روى مسلم رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أناس عن الكهان فقال: ( إنهم ليسوا بشيء ) فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثونا أحيانا بشيء فيكون حقا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ( تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة فيخلطون معها مائة كذبة ) . قال الحميدي: ليس ليحيى بن عروة عن أبيه عن عائشة في الصحيح غير هذا وأخرجه البخاري أيضا من حديث أبي الأسود محمد بن عبدالرحمن عن عروة عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ) . وسيأتي هذا المعنى في « سبأ » إن شاء الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾ الجن

من تفسير ابن كثير

وقوله: ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) هذه كقوله تعالى: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ [ البقرة:255 ] وهكذا قال هاهنا:إنه يعلم الغيب والشهادة، وإنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه؛

ولهذا قال: ( فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) وهذا يعم الرسول الملكي والبشري.

ثم قال: ( فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) أي:يختصه بمزيد معقبات من الملائكة يحفظونه من أمر الله، ويساوقونه على ما معه من وحي الله؛ ولهذا قال: ( لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا )وقد اختلف المفسرون في الضمير الذي في قوله: ( لِيَعْلَمَ ) إلى من يعود؟ فقيل:إنه عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن جرير:حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي عن جعفر، عن سعيد بن جبير في قوله: ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) قال:أربعة حفظة من الملائكة مع جبريل، ( لِيَعْلَمَ ) محمد صلى الله عليه وسلم ( أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا )ورواه ابن أبي حاتم من حديث يعقوب القمي به. وهكذا رواه الضحاك، والسدي، ويزيد بن أبي حبيب.
وقال عبد الرزاق، عن مَعْمَر عن قتادة: ( لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ ) قال:ليعلم نبي الله أن الرسل قد بلغت عن الله، وأن الملائكة حفظتها ودفعت عنها. وكذا رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. واختاره ابن جرير.

وقيل غير ذلك، كما رواه العوفي عن ابن عباس في قوله: ( إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) قال:هي معقبات من الملائكة يحفظون النبي من الشيطان، حتى يتبين الذي أرسل به إليهم، وذلك حين يقول، ليعلم أهل الشرك أن قد أبلغوا رسالات ربهم.وكذا قال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ ) قال:ليعلم من كذب الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم. وفي هذا نظر.وقال البغوي:قرأ يعقوب: « ليُعلَم » بالضم، أي:ليعلم الناس أن الرسل بُلّغوا.ويحتمل أن يكون الضمير عائدًا إلى الله عز وجل، وهو قول حكاه ابن الجوزي في « زاد المسير » ويكون المعنى في ذلك:أنه يحفظ رسله بملائكته ليتمكنوا من أداء رسالاته، ويحفظ ما بُيِّن إليهم من الوحي؛ ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم، ويكون ذلك كقوله .. وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ [ البقرة:143 ] وكقوله: وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ [ العنكبوت:11 ] إلى أمثال ذلك، مع العلم
بأنه تعالى يعلم الأشياء قبل كونها قطعا لا محالة؛ ولهذا قال بعد هذا: ( وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) .

من تفسير السعدى
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا من الخلق، بل انفرد بعلم الضمائر والأسرار والغيب، إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ أي: فإنه يخبره بما اقتضت حكمته أن يخبره به، وذلك لأن الرسل ليسوا كغيرهم،فإن الله أيدهم بتأييد ما أيده أحدا من الخلق، وحفظ ما أوحاه إليهم حتى يبلغوه على حقيقته، من غير أن تتخبطهم الشياطين، ولا يزيدوا فيه أو ينقصوا، ولهذا قال: فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا أي.. يحفظونه بأمر الله؛ لِيَعْلَمَ بذلك أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ بما جعله لهم من الأسباب، وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ أي: بما عندهم، وما أسروه وأعلنوه، وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا وفي هذه السورة فوائد كثيرة: منها: وجود الجن، وأنهم مكلفون مأمورون مكلفون منهيون، مجازون بأعمالهم،كما هو صريح في هذه السورة.

ومنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول إلى الجن، كما هو رسول إلى الإنس ، فإن الله صرف نفر الجن ليستمعوا ما يوحى إليه ويبلغوا قومهم.
ومنها: ذكاء الجن ومعرفتهم بالحق، وأن الذي ساقهم إلى الإيمان هو ما تحققوه من هداية القرآن، وحسن أدبهم في خطابهم.

ومنها: اعتناء الله برسوله، وحفظه لما جاء به، فحين ابتدأت بشائر نبوته، والسماء محروسة بالنجوم، والشياطين قد هربت عن أماكنها، وأزعجت عن مراصدها، وأن الله رحم به الأرض وأهلها رحمة ما يقدر لها قدر، وأراد بهم ربهم رشدا، فأراد أن يظهر من دينه وشرعه ومعرفته في الأرض، ما تبتهج به القلوب، وتفرح به أولو الألباب، وتظهر به شعائر الإسلام، وينقمع به أهل الأوثان والأصنام.

ومنها: شدة حرص الجن لاستماع الرسول صلى الله عليه وسلم، وتراكمهم عليه.
ومنها: أن هذه السورة قد اشتملت على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، وبينت حالة الخلق، وأن كل أحد منهم لا يستحق من العبادة مثقال ذرة، لأن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم، إذا كان لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا،بل ولا يملك لنفسه، علم أن الخلق كلهم كذلك، فمن الخطأ والغلط اتخاذ من هذا وصفه إلها [ آخر ] مع الله. ومنها: أن علوم الغيوب قد انفرد الله بعلمها، فلا يعلمها أحد من الخلق، إلا من ارتضاه الله وخصه بعلم شيء منها.


من تفسير القرطبى
قوله تعالى: « عالم الغيب » « عالم » رفعا نعتا لقوله: « ربي » . وقيل: أي هو « عالم الغيب » والغيب ما غاب عن العباد. وقد تقدم بيانه. « فلا يظهر على غيبه أحدا. إلا من ارتضى من رسول » فإنه يظهره على ما يشاء من غيبه؛

لأن الرسل مؤيدون بالمعجزات، ومنها الإخبار عن بعض الغائبات؛ وفي التنزيل « وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم » [ آل عمران: 49 ] . وقال ابن جبير: « إلا من ارتضى من رسول » هو جبريل عليه السلام. وفيه بعد، والأولى أن يكون المعنى: أي لا يظهر على غيبه إلا من ارتضى أي اصطفى للنبوة،
فإنه يطلعه على ما يشاء من غيبه: ليكون ذلك دالا على نبوته. قال العلماء رحمة الله عليهم: لما تمدح سبحانه بعلم الغيب واستأثر به دون خلقه، كان فيه دليل على أنه لا يعلم الغيب أحد سواه، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل، فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم، وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم. وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب بالحصى وينظر في الكتب ويزجر بالطير ممن ارتضاه من رسول فيطلعه على ما يشاء من غيبه، بل هو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه. قال بعض العلماء: وليت شعري ما يقول المنجم في سفينة ركب فيها ألف إنسان على اختلاف أحوالهم، وتباين رتبهم، فيهم الملك والسوقة، والعالم والجاهل، والغني والفقير، والكبير والصغير، مع اختلاف طوالعهم، وتباين مواليدهم، ودرجات نجومهم؛ فعمهم حكم الغرق في ساعة واحدة؟ فإن قال المنجم قبحه الله: إنما أغرقهم الطالع الذي ركبوا فيه، فيكون على مقتضى ذلك أن هذا الطالع أبطل أحكام تلك الطوالع كلها على اختلافها عند ولادة كل واحد منهم،
وما يقتضيه طالعه المخصوص به، فلا فائدة أبدا في عمل المواليد، ولا دلالة فيها على شقي ولا سعيد، ولم يبق إلا معاندة القرآن العظيم. وفيه استحلال دمه على هذا التنجيم، ولقد أحسن الشاعر حيث قال:

حكم المنجم أن طالعَ مولدي يقضي علي بمِيتة الغَرِق
قل للمنجم صَبحة الطوفان هل ولد الجميع بكوكب الغرق
وقيل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما أراد لقاء الخوارج: أتلقاهم والقمر في العقرب؟ فقال رضي الله عنه: فأين قمرهم؟
وكان ذلك في آخر الشهر. فانظر إلى هذه الكلمة التي أجاب بها، وما فيها من المبالغة في الرد على من يقول بالتنجيم، والإفحام لكل جاهل يحقق أحكام النجوم. وقال له مسافر بن عوف: يا أمير المؤمنين! لا تسر في هذه الساعة وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار.فقال له علي رضي الله عنه: ولم؟ قال: إنك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك بلاء وضر شديد، وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت وظهرت وأصبت ما طلبت. فقال علي رضي الله عنه: ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم، ولا لنا من بعده - من كلام طويل يحتج فيه بآيات من التنزيل - فمن صدقك في هذا القول لم آمن عليه أن يكون كمن اتخذ من دون الله ندا أو ضدا، اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك. ثم قال للمتكلم: نكذبك ونخالفك ونسير في الساعة التي تنهانا عنها.

ثم أقبل على الناس فقال: يا إيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر؛ وإنما المنجم كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، والله لئن بلغني أنك تنظر في النجوم وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيت وبقيت،ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان. ثم سافر في الساعة التي نهاه عنها، ولقي القوم فقتلهم وهي وقعة النهروان الثابتة في الصحيح لمسلم. ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها وظفرنا وظهرنا لقال قائل سار في الساعة التي أمر بها المنجم،
ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم ولا لنا من بعده، فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر وسائر البلدان - ثم قال: يا أيها الناس! توكلوا على الله وثقوا به؛ فإنه يكفي ممن سواه.


من تفسير الطبرى
وقوله: ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) يعني بعالم الغيب: عالم ما غاب عن أبصار خلقه، فلم يروه فلا يظهر على غيبه أحدا، فيعلمه أو يريه إياه إلا من ارتضى من رسول، فإنه يظهره على ما شاء من ذلك.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك:
حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: ( فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ )
فأعلم الله سبحانه الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه بما أوحي إليهم من غيبه، وما يحكم الله، فإنه لا يعلم ذلك غيره.حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) فإنه يصطفيهم، ويطلعهم على ما يشاء من الغيب.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) فإنه يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه.حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) قال: ينـزل من غيبه ما شاء على الأنبياء أنـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيب القرآن، قال: وحدثنا فيه بالغيب بما يكون يوم القيامة. وقوله: ( فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) يقول: فإنه يرسل من أمامه ومن خلفه حرسا وحفظة يحفظونه.

من تفسير البغوى

عالم الغيب ( فَلا يُظْهِرُ ) لا يطلع ( عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ) ( إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) إلا من يصطفيه لرسالته فيظهره على ما يشاء من الغيب لأنه يستدل على نبوته بالآية المعجزة بأن يخبر عن الغيب ( فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) ذكر بعض الجهات دلالة على جميعها رصدًا أي: يجعل بين يديه وخلفه حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين أن يسترقوا السمع، ومن الجن أن يستمعوا الوحي فيلقوا إلى الكهنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تعالى
مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿١٧٩﴾ آل عمران

الشيخ الشعراوى رحمه الله

( يجتبى ) ومش كل الرسل .. من يشاء فقط .. بعض الناس يلحون فى ان يعرفوا الغيب ويجروا على الدجالين والعرافين واللى عاملين اولياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عدل سابقا من قبل مصطفى2 في الخميس سبتمبر 22, 2016 3:55 pm عدل 1 مرات
مصطفى2
البحث عن دلائل لمعرفة من هو الخضر عليه السلام .. هل هو ولى او نبى او رسول

الجزء الثالث ...  سيدنا الخضر عليه السلام  كان علمه من الله


اولا .. علم من الله الى الانبياء والرسل

قال تعالى

وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّـهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴿١٢٠﴾  البقرة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٥﴾  البقرة
ـــــــــــــــــــــــــ
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾ البقرة
ــــــــــــــــــــــــ
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٥٠﴾ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّـهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴿٢٥١﴾  البقرة
ــــــــــــــــــــــــ
قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ﴿٤٨﴾  آل عمران
ـــــــــــــــــــــ
الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ آل عمران
ــــــــــــــــــــ
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّـهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴿١١٣﴾  النساء    
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّـهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١٠٩﴾ إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾  المائدة
ــــــــــــــــــــــــــــ
لَقَد أَرسَلنا نوحًا إِلى قَومِهِ فَقالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ إِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ ﴿٥٩﴾ قالَ المَلَأُ مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في ضَلالٍ مُبينٍ ﴿٦٠﴾ قالَ يا قَومِ لَيسَ بي ضَلالَةٌ وَلـكِنّي رَسولٌ مِن رَبِّ العالَمينَ ﴿٦١﴾أُبَلِّغُكُم رِسالاتِ رَبّي وَأَنصَحُ لَكُم وَأَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ ﴿٦٢﴾  الاعراف
ــــــــــــــــــــــــ
قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ ﴿٥﴾ وَكَذلِكَ يَجتَبيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَيُتِمُّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَعَلى آلِ يَعقوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيكَ مِن قَبلُ إِبراهيمَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَليمٌ حَكيمٌ ﴿٦﴾ لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ ﴿٧﴾  يوسف
ـــــــــــــــــــــ
وَقالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أَكرِمي مَثواهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَاللَّـهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ ﴿٢١﴾ وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ ﴿٢٢﴾  يوسف
ــــــــــــــــــــ
قالَ لا يَأتيكُما طَعامٌ تُرزَقانِهِ إِلّا نَبَّأتُكُما بِتَأويلِهِ قَبلَ أَن يَأتِيَكُما ذلِكُما مِمّا عَلَّمَني رَبّي إِنّي تَرَكتُ مِلَّةَ قَومٍ لا يُؤمِنونَ بِاللَّـهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرونَ ﴿٣٧﴾  يوسف
ــــــــــــــــــــ
وَلَمّا دَخَلوا مِن حَيثُ أَمَرَهُم أَبوهُم ما كانَ يُغني عَنهُم مِنَ اللَّـهِ مِن شَيءٍ إِلّا حاجَةً في نَفسِ يَعقوبَ قَضاها وَإِنَّهُ لَذو عِلمٍ لِما عَلَّمناهُ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ ﴿٦٨﴾  يوسف
ــــــــــــــــــــ
قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّـهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ ﴿٨٦﴾  يوسف
ـــــــــــــــــــــ
فَلَمّا أَن جاءَ البَشيرُ أَلقاهُ عَلى وَجهِهِ فَارتَدَّ بَصيرًا قالَ أَلَم أَقُل لَكُم إِنّي أَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ ﴿٩٦﴾  يوسف
ــــــــــــــــــــ
رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ ﴿١٠١﴾  يوسف
ــــــــــــــــــ
وَكَذلِكَ أَنزَلناهُ حُكمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلا واقٍ ﴿٣٧﴾  الرعد
ـــــــــــــــــ
فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا ﴿٦٥﴾ قالَ لَهُ موسى هَل أَتَّبِعُكَ عَلى أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا ﴿٦٦﴾  الكهف
ـــــــــــــــ
وَلوطًا آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَنَجَّيناهُ مِنَ القَريَةِ الَّتي كانَت تَعمَلُ الخَبائِثَ إِنَّهُم كانوا قَومَ سَوءٍ فاسِقينَ ﴿٧٤﴾  الانبياء
ــــــــــــــــ
فَفَهَّمناها سُلَيمانَ وَكُلًّا آتَينا حُكمًا وَعِلمًا وَسَخَّرنا مَعَ داوودَ الجِبالَ يُسَبِّحنَ وَالطَّيرَ وَكُنّا فاعِلينَ ﴿٧٩﴾ وَعَلَّمناهُ صَنعَةَ لَبوسٍ لَكُم لِتُحصِنَكُم مِن بَأسِكُم فَهَل أَنتُم شاكِرونَ ﴿٨٠﴾  الانبياء
ــــــــــــــــ
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٥﴾ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴿١٦﴾  النمل
ـــــــــــــــــــ
فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤﴾  القصص
ــــــــــــــــــــ
قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَـكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿٤٢﴾ النمل

من تفسير ابن كثير .. أي:قال سليمان: ( وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانيا

علم من الله الى الرسول ثم من الرسول الى الناس

قال تعالى
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢﴾  الجمعة
ــــــــــــــــــــ
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿٥﴾ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦﴾ سبأ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثالثا

علم من الله الى الناس بالالهام

قال تعالى
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّـهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤﴾  المائدة

المعنى من تفسير الشيخ الشعراوى  ( يعنى عن طريق الالهام )

من تفسير الطبرى

« مما علمكم الله » , يعني بذلك: من التأديب الذي أدَّبكم الله، والعلم الذي علمكم.وقد قال بعض أهل التأويل: معنى قوله: « مما علمكم الله » ، كما علمكم الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلم كله والتوفيق فيه من الله

قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّـهُ فَلْيَكْتُبْ  .. ﴿٢٨٢﴾  البقرة

وقوله: ( وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ) أي:بالقسط والحق، ولا يَجُرْ في كتابته على أحد، ولا يكتب إلا ما اتفقوا عليه من غير زيادة ولا نقصان.وقوله: ( وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ ) أي:ولا يمتنع من يعرف الكتابة إذا سُئِل أن يكتبَ للناس، ولا ضرورة عليه في ذلك، فكما علمه الله ما لم يكن يعلم، فَلْيتصدق على غيره ممن لا يحسن الكتابة وليكتب، كما جاء في الحديث: « إن من الصدقة أن تعين صانعًا أو تصنع لأخْرَق » .وفي الحديث الآخر: « من كتم علمًا يَعْلَمه ألْجِمَ يوم القيامة بلجام من نار » .وقال مجاهد وعطاء:واجب على الكاتب أن يكتب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العالم والعابد ..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّـهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿١١﴾  المجادلة

من تفسير القرطبى
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنة ) .
وعنه صلى الله عليه وسلم: ( فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ) .
وعنه عليه الصلاة والسلام: ( يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ) فأعظم بمنزلة هي واسطة بين النبوة والشهادة بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن ابن عباس: خير سليمان عليه السلام بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي المال والملك معه.


عدل سابقا من قبل مصطفى2 في الأربعاء نوفمبر 09, 2016 1:52 pm عدل 1 مرات
مصطفى2
قال تعالى

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ آل عمران

من تفسير ابن كثير
عن شهر بن حَوْشَب، عن أم سلمة، رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: « يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك » ثم قرأ: ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )

عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، وهي أسماء بنت يزيد بن السكن، سمعها تحد ث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه: « اللهم مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك » قالت:قلت:يا رسول الله، وإن القلب ليتقلب ؟ قال: « نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه » . فنسأل الله ربنا ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب.

عن عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال: « لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم إني أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمة، اللهم زدني علمًا، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب » لفظ ابن مردويه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رأيت اهل التصوف ذوى اخلاق عالية وطيبة نادرة ومحبه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم فأحببتهم .. ولكن حدث موقف معى وحوار

مدحت افعال واخلاق الصوفية .. فتم سؤالى .. بماذا يتميز الصوفية ؟؟ فرددت .. هم قوم يقيمون الليل ويصلون الفجر ويذكرون الله كثيرا .
جاءنى الجواب صادما .. اليس ذلك واجب على كل مسلم .. عندها اردت مراجعة الحسابات ..

المحبه .. ومن تفسير سابق للشيخ الشعراوى رحمه الله .. صافى الله فصافاه الله .. فصوفى من الله .. ولكن هل كل من انتسب للصوفية ... محبوب من الله .. وكيف يحبنا الله .. والاجابة وجدتها فى التالى

قال تعالى

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 31 ) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ( 32 )  آل عمران


من تفسير ابن كثير

هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله،

كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عليه أمْرُنَا فَهُوَ رَدُّ » ولهذا قال: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) أي:يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء العلماء:ليس الشأن أن تُحِبّ، إنما الشأن أن تُحَبّ وقال الحسن البصري وغيره من السلف:زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية، فقال: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) .
وقد قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي، حدثنا علي بن محمد الطَّنافِسي، حدثنا عبيد الله بن موسى عن عبد الأعلى بن أعين، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « وَهَلِ الدِّينُ إلا الْحُبُّ والْبُغْضُ؟ » قَالَ الله تَعَالَى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) قال أبو زُرْعَة:عبد الأعلى هذا منكر الحديث .

ثم قال: ( وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) أي:باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكم هذا كله ببركة سفارته.
ثم قال آمرًا لكل أحد من خاص وعام: ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا ) أي:خالفوا عن أمره ( فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب لله ويتقرب إليه، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل، ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون، بل أولو العزم منهم- في زمانه لما وسعهم إلا اتباعه، والدخول في طاعته، واتباع شريعته، كما سيأتي تقريره عند قوله: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ الآية [ آل عمران:81 ] [ إن شاء الله تعالى ] .

من تفسير القرطبى

والآية نزلت في وفد نجران إذ زعموا أن ما ادعوه في عيسى حب لله عز وجل؛ قاله محمد بن جعفر بن الزبير. وقال الحسن وابن جريج: نزلت في قوم من أهل الكتاب قالوا: نحن الذين نحب ربنا. وروي أن المسلمين قالوا: يا رسول الله، والله إنا لنحب ربنا؛ فأنزل الله عز وجل: « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني » . قال ابن عرفة: المحبة عند العرب إرادة الشيء على قصد له. وقال الأزهري: محبة العبد لله ورسوله طاعته لهما واتباعه أمرهما؛ قال الله تعالى: « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني » . ومحبة الله للعباد إنعامه عليهم بالغفران؛ قال الله تعالى: « إن الله لا يحب الكافرين » [ آل عمران: 32 ] أي لا يغفر لهم.

وقال سهل بن عبدالله: علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة؛ وعلامة حب الله وحب القرآن وحب النبي وحب السنة حب الآخرة، وعلامة حب الآخرة أن يحب نفسه، وعلامة حب نفسه أن يبغض الدنيا، وعلامة بغض الدنيا ألا يأخذ منها إلا الزاد والبلغة. وروى أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله » قال: ( على البر والتقوى والتواضع وذلة النفس ) خرجه أبو عبدالله الترمذي.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من أراد أن يحبه الله فعليه بصدق الحديث وأداء الأمانة وألا يؤذي جاره ) . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء - قال - ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء أن الله يبغض فلانا فأبغضوه - قال - فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض ) . وسيأتي لهذا مزيد بيان في آخر سورة « مريم » إن شاء الله تعالى. وقرأ أبو رجاء العطاردي ( فاتبعوني ) بفتح الباء، « ويغفر لكم » عطف على « يحببكم » . وروى محبوب عن أبي عمرو بن العلاء أنه أدغم الراء من « يغفر » في اللام من « لكم » . قال النحاس: لا يجيز الخليل وسيبويه إدغام الراء في اللام، وأبو عمرو أجل من أن يغلط في مثل هذا، ولعله كان يخفي الحركة كما يفعل في أشياء كثيرة.
ـــــــــــــــــــــــ
ملحوظة
من تفسير للقرطبى رحمه الله وجدت تعريفا لكلمة ( الاتباع ) وهى كالتالى من ضمن التفسير من سورة البقرة

من تفسير القرطبى
« واتبعوا ما تتلوا الشياطين » . قال عطاء: « تتلو » تقرأ من التلاوة. وقال ابن عباس: « تتلو » تتبع، كما تقول: جاء القوم يتلو بعضهم بعضا. وقال الطبري: « اتبعوا » بمعنى فضلوا.
قلت: لأن كل من اتبع شيئا وجعله أمامه فقد فضله على غيره،


عدل سابقا من قبل مصطفى2 في الإثنين نوفمبر 21, 2016 9:14 pm عدل 3 مرات
مصطفى2
بعد مراجعة موضوع الراسخون فى العلم ( والمتشابه والمحكم )

طرء على ذهنى سؤال على اساس ( بعض ممن يدعون التصوف .. يشرب الخمر ويرتكب المحرمات ويقول .. علم لدنى .. )

هل من الممكن ان تكون قصة سيدنا الخضر مع سيدنا موسى من المتشابه ؟؟؟ ..

تم بناء السؤال على ما ورد فى التفاسير وربطه بالواقع .. والاجابة فى النهايه لأهل العلم ..

مقتطفات من الموضوع

قال تعالى

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾  آل عمران
ــــــــــــــــــــ

مقتطفات من تفسير الشيخ الشعراوى
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ  .. بهدف ايه  .. (ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ)  .. يفتنوا بها عقول اللى مش فاهمين  ..

اذن اتباعهم لما تشابه منه ليؤلوة تاؤيلا يخالف الواقع عشان يخدموا الزيغ ( ميلهم )

قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به))

ـــــــــــــــ
مقتطفات من تفسير ابن كثير

وأحسن ما قيل فيه الذي قدمناه، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار، رحمه الله، حيث قال: ( مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ) فيهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه.

قال:والمتشابهات في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد، كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل، ولا يحرّفن عن الحق.

ولهذا قال تعالى: ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) أي:ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل ( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ )
أي:إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرّفوه إلى مقاصدهم الفاسدة، وينـزلوه عليها، لاحتمال لفظه لما يصرفونه فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه؛ لأنه دامغ لهم وحجة عليهم، ولهذا قال: ( ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ) أي:الإضلال لأتباعهم، إيهامًا لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن، وهذا حجة عليهم لا لهم،
ــــــــــــــــــــــــ
مصطفى2
الذكر بالطريقة المفردة

رأيت احد مشايخ الطرق الصوفية يستدل وعلى حسب كلامة من القرآن والسنة بأن طريقة الذكر بالطريقة المفردة واردة فى القرآن والسنة بدليل

قال تعالى
( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) الانسان

الشيخ قال .. اذن ما هو اسم ربك ؟؟  .. الله .

ومن السنة
سيدنا بلال ماذا كان يقول ( احد احد )
ــــــــــــــــــــــــــ
وكان ملخص الرد من الطرف الاخر على طريقة الذكر المفرد

قال تعالى
(  فَكُلوا مِمّا ذُكِرَ اسمُ اللَّـهِ عَلَيهِ إِن كُنتُم بِآياتِهِ مُؤمِنينَ ﴿١١٨﴾ الانعام
( وَلا تَأكُلوا مِمّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللَّـهِ عَلَيهِ وَإِنَّهُ لَفِسقٌ وَإِنَّ الشَّياطينَ لَيوحونَ إِلى أَولِيائِهِم لِيُجادِلوكُم وَإِن أَطَعتُموهُم إِنَّكُم لَمُشرِكونَ ﴿١٢١﴾ الانعام

اذن عندما نذبح ماذا نقول .. هل نقول ( الله ) ام نقول ( بسم الله )

كما انة وبمراجعة كل التفسيرات الواردة وجدت ان ذكر اسم الله يندرج تحتة ( التسبيح والحمد والصلاة  ولا آله الا الله ) وقراءة القرآن والتفقة فية

وعن قصة سيدنا بلال رضى الله عنه
ولا حجة فيه لأن بلالًا لم يكن حال قوله(أحد أحد) ذاكرًا لله إنما كان مجيبًا لهم، فإنهم كانوا يدعونه إلى الإشراك بالله فيجيبهم (أحد أحد) أي الله أحد أحد كما في رواية عروة. وهذا ذكر بفعله لا بقوله، وتعبد بحاله لا بمقاله. وإن كان ما ذهبوا إليه من استدلال على ذلك صحيحًا فإنه لا ينهض بمعارضة الأصل المستقر من عدم جواز ذكر الله بالاسم المفرد لأنه لا يفيد كلامًا تامًا يحسن السكوت عليه فيثنى به على الله تعالى، هذا لا يجدون سبيلًا عت التملص منه.
ــــــــــــــــــــ

الرد كاملا على شبهات حول الذكر بالطريقة المفردة ( من الممكن مراجعة تفسير الشيخ الشعراوى رحمه الله )

الشُّبْهَةُ الأُوَلَى
قوله تعالى:{ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}(الأنعام:91).
ووجه الشاهد قوله:{قل الله}، والمعنى عنده: أي قل:الله، الله.
جَوَابُهَا
وهذا تفسير لا يعلم قائل به من السلف الصالحين والأئمة المهديين وعلماء اللغة الراسخين، وإليك تفصيل ذلك:

1) كلام المفسرين:
أ – قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري([1]):" وأما قوله:"قل الله"، فإنه أمرٌ من الله جل ثناؤه نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يجيبَ استفهامَه هؤلاء المشركين عما أمره باستفهامهم عنه بقوله  (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا"، بقيل الله، كأمره إياه في موضع آخر في هذه السورة بقوله (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)، [سورة الأنعام:63].

فأمره باستفهام المشركين عن ذلك، كما أمره باستفهامهم إذ قالوا:"ما أنزل الله على بشر من شيء"، عمن أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس. ثم أمره بالإجابة عنه هنالك بقيله: { قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [سورة الأنعام : 64] ، كما أمره بالإجابة ههنا عن ذلك بقيله: الله أنزله على موسى"انتهى

ب – قال الحافظ ابن كثير([2]):" وقوله: { قُلِ اللَّهُ } قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أي: قل: الله أنزله. وهذا الذي قاله ابن عباس هو المتعين في تفسير هذه الكلمة، لا ما قاله بعض المتأخرين، من أن معنى {قُلِ اللَّهُ } أي: لا يكون خطاب لهم إلا هذه الكلمة، كلمة: "الله".

وهذا الذي قاله هذا القائل يكون أمرًا بكلمة مفردة من غير تركيب، والإتيان بكلمة مفردة لا يفيد في لغة العرب فائدة يحسن السكوت عليها"انتهى

ج- قال القرطبي في تفسيره([3]):" قل الله) أي قل يا محمد الله (الذي) أنزل ذلك الكتاب على موسى وهذا الكتاب علي.
أو قل الله علمكم الكتاب"انتهى

د – وقال البغوي في تفسيره([4]):" { قُلِ اللَّهُ } هذا راجع إلى قوله { قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى } فإن أجابوك وإلا فقل أنت: الله، أي: قل أنزله الله"انتهى

هـ - وقال الثعلبي في تفسيره:" وقرأ بعده {وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلا ءَابَآؤُكُمْ} فإن أجابوك وقالوا : الله،
وإلاّ ف {قُلِ اللَّهُ} فعل ذلك"اهـ
قلت: عامة أقوالهم على ان التقدير: الله أنزله.

2) كلام اللغويين:
أ – قال الفراء في معاني القرآن:" وقوله: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} أُمر محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول {قُلِ اللَّهُ} أى: أنزله الله عليكم. وإن شئت قلت: قل (هو) الله. وقد يكون قوله {قُلِ اللَّهُ} جوابا لقوله: {مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى}, {قُلِ اللَّهُ} أنزله"انتهى

ب – قال أبو طالب الطبري في بداية تفسيره([5]):" وتمام هذه الشرائط أن يكون ممتلئا من عدة الإعراب لا يلتبس عليه إختلاف وجوه الكلام فإنه إذا خرج بالبيان عن وضع اللسان إما حقيقة أو مجازا فتأويله تعطيله وقد رأيت بعضهم يفسر قوله تعالى قل الله ثم ذرهم إنه ملازمة قول الله ولم يدر الغبي أن هذه جملة حذف منها الخبر والتقدير الله أنزله"انتهى

قلت: لأن الاسم المفرد لا يفيد معنى فلا يصح الثناء على الله بذكر اسمه المفرد لأن أقل الكلام لا يصح أن يكون اسمًا مفردًا.

قال ابن هشام في القطر([6]):" صور تأليف الكلام ست وذلك لأنه يتألف إما من اسمين أو من فعل واسم أو من جملتين أو من فعل واسمين أو من فعل وثلاثة أسماء أو من فعل وأربعة أسماء".
وقال:" وأقل ائتلافه من اسمين كزيد قائم أو فعل واسم".

3) أقوال الأئمة:
أ – قال شيخ الإسلام ابن تيمية([7]):" ومن زعم أن هذا ذكر العامة وأن ذكر الخاصة هو الاسم المفرد وذكر خاصة الخاصة هو الاسم المضمر فهم ضالون غالطون واحتجاج بعضهم على ذلك بقوله [ 91 الأنعام ] :{قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} من أبين غلط هؤلاء فإن اسم الله مذكور في الأمر بجواب الاستفهام وهو قوله [ 91 الأنعام ]: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى} فالاسم مبتدأ وخبره قد دل عليهم الاستفهام كما في نظائر ذلك يقال: من جاء ؟ فتقول زيد : وأما الاسم المفرد مظهرا أو مضمرا فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهي ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة ولا شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يعطى القلب بنفسه معرفة مفيدة ولا حالا نافعا وإنما يعطيه تصويرا مطلقا ولا يحكم عليه بنفي ولا إثبات فإن لم يقترن به من معرفة القلب وحاله ما يفيد بنفسه وإلا لم يكن فيه فائدة والشريعة إنما تشرع من الأذكار ما يفيده بنفسه لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره.

وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر في فنون من الإلحاد وأنواع من الإلحاد كما قد بسط في غير هذا الموضوع وما يذكر عن بعض الشيوخ في أنه قال: أخاف أن أموت بين النفي والاثبات ، حال لا يقتدي فيها بصاحبها ، فإن في ذلك من الغلط ما لا خفاء به ، إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه ، إذ الأعمال بالنيات، وقد ثبت أن النبي، " صلى الله عليه وسلم "، أمر بتلقين الميت لا إله إلا الله . وقال : (( من كان أخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة )) ولو كان ما ذكره محظورا لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في أثنائها موتا غير محمود .

بل كان ما اختاره من ذكر الاسم المفرد ، والذكر بالاسم المضمر أبعد عن السنة، وأدخل في البدعة ، وأقرب إلى إضلال الشيطان ، فإن من قال: ياهو ياهو، أو هو، ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدا إلا إلى ما يصوره قلبه ، والقلب قد يهتدي وقد يضل ـ وقد صنف صاحب الفصوص .. كتابًا سماه كتاب ( الهو) وزعم بعضهم أن قوله –تعالى-:{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ } ( ال عمران){الأية: 7}.

معناه : وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الهو ، وهذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على أنه من أبين الباطل . فقد يظن هذا من يظنه من هؤلاء ...."انتهى

وقال([8]):" فأما الإسم المفرد مظهرًا مثل الله الله أو مضمرا مثل هو هو فهذا ليس بمشروع فى كتاب ولا سنة ولا هو مأثور ايضا عن أحد من سلف الأمة ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين "انتهى

ب – وقال الإمام ابن القيم رحمه الله([9]):" ونظير هذا استشهادهم بقوله تعالى وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا ءاباؤكم قل الله ثم ذرهم حتى رتب على ذلك بعضهم أن الذكر بالاسم المفرد وهو الله الله أفضل من الذكر بالجملة المركبة كقوله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وهذا فاسد مبني على فاسد؛ فإن الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلا ولا مفيد شيئا ولا هو كلام أصلا ولا يدل على مدح ولا تعظيم ولا يتعلق به إيمان ولا ثواب ولا يدخل به الذاكر في عقد الإسلام جملة فلو قال الكافر الله الله من أول عمره إلى آخره لم يصر بذلك مسلما فضلا عن أن يكون من جملة الذكر أو يكون أفضل الأذكار وبالغ بعضهم في ذلك حتى قال الذكر بالاسم المضمر أفضل من الذكر بالأسم الظاهر فالذكر بقوله هو هو بالاسم المضمر أفضل من الذكر بقولهم الله الله.

وكل هذا من أنواع الهوس والخيالات الباطلة المفضية بأهلها إلى أنواع من الضلالات فهذا فساد هذا البناء الهائر وأما فساد المبني عليه فإنهم ظنوا أن قوله تعالى قل الله أي قل هذا الاسم فقل الله الله وهذا من عدم فهم القوم لكتاب الله فإن اسم الله هنا جواب لقوله قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا إلى أن قال قل الله أي قل الله أنزله فإن السؤال معاد في الجواب فيتضمنه فيحذف اختصارا كما يقول من خلق السموات والأرض فيقال الله أي الله خلقهما فيحذف الفعل لدلالة السؤال عليه فهذا معنى الآية الذي لا تحتمل غيره"انتهى


الشُّبْهَةُ الثَّانِيَةُ
قوله تعالى:{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}(المزمل الآيه الثامنه .. ونحوها من الآيات.
ووجه قوله: أن الله أمر العباد بأن يذكروا اسمه تعالى، وهذا يكون بقولهم: الله، الله...أي بالاسم المفرد.
جَوَابُهَا

قلت: وهذا غلط من أوجه:
الأول: أن خلاف عل النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن متعبدون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه من الأوامر الإلهية لأن فعله صلى الله عليه وسلم مبين لمجمل القرآن وموضح لمشكله.

والنبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أن ذكر الله باسمه المفرد كما تفعله الصوفية الضالين.

الثاني: أن قوله سبحانه{واذكر اسم ربك} لا يدل على جواز الذكر بالاسم المفرد، لأنه تعالى قال:{ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} وقد أجمع المسلمون على أنه من ذبح الذبيحة وذكر الله بقوله{الله، الله} أو {بالله}، أجمعوا على أنه لم يقم بالأمر القرآني على وجهه.

قال الإمام الطبري في تفسيره([10]):" ولا خلاف بين الجميع من علماء الأمة، أن قائلا لو قال عند تذكيته بعض بهائم الأنعام "بالله"، ولم يقل "بسم الله"، أنه مخالف - بتركه قِيلَ : "بسم الله" ما سُنَّ له عند التذكية من القول.

وقد عُلم بذلك أنه لم يُرِدْ بقوله "بسم الله" "بالله" ، كما قال الزاعم أن اسمَ الله في قول الله: "بسم الله الرحمن الرحيم" هو الله. لأن ذلك لو كان كما زعم، لوجب أن يكون القائل عند تذكيته ذبيحتَه "بالله" ، قائلا ما سُنَّ له من القول على الذبيحة. وفي إجماع الجميع على أنّ قائلَ ذلك تارك ما سُنَّ له من القول على ذبيحته - إذْ لم يقل "بسم الله" - دليلٌ واضح على فساد ما ادَّعى من التأويل في قول القائل: "بسم الله"، أنه مراد به "بالله"، وأن اسم الله هو الله"انتهى

الثالث: أن يقال للمعارض: الصحابة وسلف الأمة قرأوا القرآن وفقهوا في أحكامه أم لا؟ فإن قال: نعم. فيقال: وهل عرفوا وجوب ذكر اسم الله تعالى كما في الآية أم لا؟ فإن قال نعم.

فيقال: وهل امتثلوا الأمر أم لا؟ فإم قال: نعم. فيقال: وهل كان الصحابة وسلف الأمة يذكرون الله بالاسم المفرد؟ فإن قال: نعم. قيل له: أين الروايات الصحاح الدالة على ذلك؟ ولن يجد رواية دالة على ذلك إلا الشبهات التي نكشفها في هذه العجالة.
ولله الحمد والمنة.


الشُّبْهَةُ الثَّالِثَةُ
حديث أنس مرفوعًا أن النبي صلى الله عليه سولم قال:{لا تقوم الساعة حتى لا يقال: الله الله}([11]).
جَوَابُهَا
قلت: وهذا لا دلالة فيه من عدة أوجه:
الأول: الجواب المجمل وهو أن الاسم المفرد لا يدل على معنى يحسن السكوت عليه فلا يصح ذكر الله والثناء عليه به فلا يقال: الله، الله فضلًا عن (هو، هو).

الثاني: أنه جاء في رواية{حتى لا يقال لا إله إلا الله} كما في المسند(21/332ح13833)،وقال الحافظ في الفتح(13/85):" إسناده قوي". والمستدرك(4/540ح8512) وقال:" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

قلت: فتعتبرت رواية" الله الله" مجملة، تبينها رواية" لا إله إلا الله" ولا يخفاك أن الذكر بلا إله إلا الله فقد روى ابن ماجة والترمذي من حديث طلحة بن خراش بن عمر عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله يقول أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله. وكذا روى أبو حاتم ابن حبان والحاكم وابن أبي الدنيا في كتابه الذكر والنسائي في عمل اليوم والليلة.

وفي الموطأ وغيره عن طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:{أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير}.

وفي هذه الآثار –أيضًا-أبلغ رد على من زعم أن الذكر بالاسم المفرد أفضل الذكر.

الثالث: أن اللفظ غير مراد بعينه إنما المعنى :" حتى لا يذكر الله" فاستعير له "حتى لا يقال الله الله". كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي استأذن عليه فقيل له من؟ فقال النبي:" أنا أنا" قيل: كأنه كرهها. فليس المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم مجرد اللفظ:" أنا أنا" إنما المراد التعبير عن كرهه لجواب من قال:"أنا" إذا سئل عند الاستئذان عن نفسه.


الشُّبْهَةُ الرَّابِعَةُ
قول بلال رضي الله عنه عندما كان يعذبه المشركون:" أحد، أحد".
ووجه: أنه ذكر لله بالاسم المفرد.

جَوَابُهَا
قلت: هذا أثر صحيح، أخرجه أحمد في مسنده(6/382ح3832)قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَصُهَيْبٌ وَبِلَالٌ وَالْمِقْدَادُ فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَّا بِلَالٌ فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ وَأَخَذُوا يَطُوفُونَ بِهِ شِعَابَ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ أَحَدٌ أَحَدٌْْْْ".

وبه في مصنف ابن ابي شيبة(6/396ح32333)، وابن ماجه في سننه(1/53ح 150)، والحاكم في المستدرك(3/320ح5238) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو البختري عبد اله بن محمد بن شاكر ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله، به.

وأبو نعيم الأصبهاني في الحلية(1/149) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا ابن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله، به.

والبيهقي في السنن الكبرى(8/209ح16674)قال:" حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله،به.

وابن حبان في صحيحه(15/558ح7083) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر : عن عبد الله، به.

وقال ابن أبي شيبة في مصنفه(6/396ح32334):" حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد...ثم ساق متن ابن مسعود.
وأخرجه كذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة من كلام مجاهد.

وقال أبو نعيم الأصبهاني في الحلية(1/147):" حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق قال حدثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه قال كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب وهو يقول أحد أحد فيقول أحد أحد الله يا بلال....ثم ساق قصة أبي بكر معه.

ورواه مختصرًا البيهقي في الشعب(2/239ح1629) بإسناده إلى عروة.

قلت: ولا حجة فيه لأن بلالًا لم يكن حال قوله(أحد أحد) ذاكرًا لله إنما كان مجيبًا لهم، فإنهم كانوا يدعونه إلى الإشراك بالله فيجيبهم (أحد أحد) أي الله أحد أحد كما في رواية عروة. وهذا ذكر بفعله لا بقوله، وتعبد بحاله لا بمقاله. وإن كان ما ذهبوا إليه من استدلال على ذلك صحيحًا فإنه لا ينهض بمعارضة الأصل المستقر من عدم جواز ذكر الله بالاسم المفرد لأنه لا يفيد كلامًا تامًا يحسن السكوت عليه فيثنى به على الله تعالى، هذا لا يجدون سبيلًا عت التملص منه.

وإن سلمنا لهم بذلك فلن يجدوا سبيلًا إلى الاستدلال على مشروعية ذكره سبحانه بالمضمر(هو، هو) فضلًا عن (أه، أه).

هذا كله فضلًا عن أن يكون الذكر بهذه الأسماء والمضمرات المفردة أفضل من الذكر بلا إله إلا الله، أو أن يكون الذكر بكلمة التوحيد هو ذكر العامة، والذكر بهذه الضمائر ذكر الخاصة!

والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد.
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى