قناديل البحر
تعرف
في البلاد العربية بقناديل البحر لاستدارتها ولونها المائل إلى الأبيض
الشاحب أو المزرق شبه الشفاف، كما تعرف بالميدوسا أو الميدوزا أو السمك
الهلامي.
من الحيوانات البحرية واسعة الانتشار توجد في جميع بحار العالم حيث تطفو
سابحة في المياه الضحلة، وقد تقذف بها الأمواج على رمال الشواطىء.
تنتمي لشعبة اللاسعات التي تضم بجانبهما طائفة الشعاعيات التي ينتمي إليها
شقائق النعمان والمراجين الحجرية، وهي أجمل ما في البحر من كائنات، ويبلغ
عدد الأنواع البحرية التابعة لهذه الشعبة أكثر من 10000 نوع.
تشترك مع شقيقاتها من اللاسعات الأخرى في أن جدار الجسم يتكون من طبقتين
هما البشرة الخارجية والبشرة الداخلية يفصل بينهما طبقة بين خلالية هي
الهلام المتوسط
تحتوي على خلايا شديدة التخصص والتعقيد التركيبي لها وظائف دفاعية وغذائية
وتعرف بالأكياس الخيطية أو مولدات الخيط، وتسبب بلسعاتها آلاما مبرحة
وحروقا ملتهبة.
أجسامها شبه شفافة ذات ألوان زرق، أو بنفسجية، أو أرجوانية، أو صفر، أو
بنية، أو بيض شاحبة، ويمكن من الخارج رؤية أعضائها الداخلية وقنواتها
الشعاعية بسهولة.
يتكون الجسم في معظمه من الماء (أكثر من 98% من وزنه) لذلك تتحلل بسرعة
ولا تترك على الشاطىء سوى آثارا بسيطة لمكوناتها العضوية سرعان ما تختفي
خلال بضعة أيام.
اكتسبت اسم «الميدوسا»، من الأساطير اليونانية التي تعني فيها المرأة
المسخ التي تكسو رؤوسها الأفاعي الحية بدلا من الشعر المجدول، فهم يشبهون
مظلتها بالرأس، ولوامس حوافها بالأفاعي، كما تسمى أيضا الوحش البشع، ورأس
الغول، وكانوا يرسمون صورتها على أسلحتهم لإرهاب أعدائهم في المعارك،
وتشير المصادر إلى أن الميدوسا كانت تطلق أيضا على الملكة أو الحاكم نظرا
لقوتها، وما تبثه من رعب فيمن ينظر إليها.
يأخذ جسم قنديل البحر الشكل القرصي ويشبه المظلة أو الناقوس في مظهره
العام، حيث يتحدب السطح العلوي (اللافمي) ويبدو مقعرا من الناحية البطنية
(السطح الفمي)، وتزين الحواف بلوامس مجوفة بها العديد من الخلايا اللاسعة
المتراصة بعضها بجوار البعض، كما توجد على الحواف ثمانية لوامس تحتوي على
أعضاء حسية تعرف بالأكياس اللمسية، وظيفتها حفظ التوازن، تجعل الحيوان
دائما في وضع ثابت بحيث يكون فمه لأسفل وظهر مظلته لأعلى. ويوجد الفم على
السطح البطني للمظلة، ويتدلى بارزا على ما يشبه المقبض، ويحتوي على لوامس
أو أذرع فمية مزودة بخلايا حسية، ومولدات الخيط التي تساعده في الحصول على
الغذاء. وتتفاوت قناديل البحر في أحجامها، فمنها الصغيرة التي لا يتعدى
حجمها حجم حبة البازلاء، ومنها المتوسطة التي يتراوح قطر مظلتها من سبعة
سنتيمترات إلى 40 سم مثل الأوريليا أوريتا، كما توجد الأنواع العملاقة
التي يصل قطر مظلتها إلى أكثر من مترين وطول لوامسها إلى أكثر من 30 مترا،
ووزنها إلى حوالي الطن، كما في النوع سيانيا الذي يعيش بالمناطق الباردة
بشمال المحيط الأطلسي، أو قد يصل طول لوامسها أو مجساتها إلى حوالي 9
أمتار رغم صغر قطرها كما بالبارجة البرتغالية.
خلايا لاسعة
تملك قناديل البحر خلايا متخصصة توجد على سطح الجسم خاصة عند اللوامس، وهي
خلايا ذات جسم بيضاوي يبرز طرفها البعيد على سطح الجسم، حيث تخرج منه
شعيرة حسية تسمى شعيرة اللمس أو الزناد، ويوجد بداخل الخلية كيس يعرف
بالكيس الخيطي، له قاعدة قوية، مثلثة الشكل تقريبا، مزودة بالشويكات
والأسلات، متصلة بجدار الخلية بألياف عضلية، تساعد عند انقباضها في عملية
انطلاق الخيط، وتساعد الخلايا اللاسعة الحيوان في الدفاع عن نفسه، أو
اصطياد الفرائس، أو الالتصاق بالمرتكز، وهذه الخلايا هي التي تسبب الألم
والحروق لجلد الإنسان عندما تقترب منه، وذلك لأن الأكياس الخيطية تحتوي
إما على مواد شديدة القلوية شرهة جدا للماء، تساعد على اندفاع الخيط بدخول
الماء إليه عند الإثارة، أو على سوائل بروتينية سامة، ينغمس فيها أطراف
تلك الخيوط، التي تنطلق ناقلة تأثير تلك المواد السامة إلى جسم الإنسان أو
الحيوان مسببة لها الحروق والالتهابات المؤلمة التي تؤدي أحيانا إلى
الوفاة، كما في لسعات قناديل البحر العملاقة (قنديل البحر الصندوقي وزنبور
البحر) التي يحتوي الحيوان الواحد منها على كميات من السموم، تكفي في
سميتها لقتل مالا يقل عن ثلاثة أفراد وكذلك ما يعرف بالبارجة البرتغالية.
كما تؤدي هذه المواد اللاسعة والسموم إلى إحداث الشلل التام لفرائس قنديل
البحر، فيتمكن من الإمساك بها والتهامها، ولحسن الحظ لم تسجل تلك الانواع
القاتلة في البحر الأحمر والخليج العربي حتى الآن .
ولا تعمل الأكياس الخيطية تحت تأثير الجهاز العصبي للحيوان، بل تعتمد على
اللمس المباشر لشعيراتها الحسية فقط، ولذلك تنطلق بمجرد لمسها، وتختلف
الأكياس الخيطية حسب وظيفتها، وتشمل أربعة أنواع هي:
* أكياس ذات خيوط مفتوحة الطرف الحر تقوم بحقن المادة السامة إلى أجسام الفرائس.
* الأكياس الخيطية الملتفة وتقوم بالالتفاف حول الفرائس.
* الأكياس الخيطية اللاصقة الكبيرة تلتف حول الفريسة بمجرد انطلاقه.
* الأكياس الخيطية اللاصقة الصغيرة وتقوم بجمع الغذاء. وتتحرك قناديل البحر بإرادتها أو تطفو هائمة مع حركة المياه.
القناديل.. حيوانات
قناديل البحر، وإن كانت من آكلات الهوام أو العوالق الحيوانية، إلا أنها
تعد من المفترسات، حيث تتغذى على القشريات الصغيرة وغيرها ممن يلتصق بمخاط
سطح المظلة، كما تلتهم الأنواع العملاقة منها الأسماك الكبيرة وغيرها من
الكائنات البحرية الأخرى، وذلك بعد شل حركتها بالسموم التي تفرزها الخلايا
اللاسعة، وتدفع بها الأذرع الفمية بواسطة ميازيبها إلى الفم، ثم إلى
الجيوب المعدية، وتقوم الخلايا اللاسعة، المتراصة على الخيوط المعدية داخل
الجيوب، بشل حركة الفرائس التي ما زالت حية، ويتم الهضم خارج الخلايا داخل
الجيوب المعدية، ثم تمرر جزيئات الغذاء نصف المهضوم مع تيار الماء الداخل
إلى القنوات الشعاعية والقناة الدائرية، حيث يستكمل هضمها في فجوات غذائية
خاصة، وتقوم الأسواط الموجودة داخل التجويف المعدي بتوليد تيار مستمر من
الماء الداخل حاملا معه الأكسجين، الذي لا يلبث أن يطرد إلى الخارج، بما
يحتويه من مواد إخراجية وثاني أكسيد الكربون.
تتكاثر جنسيا ولا جنسيا
التكاثر في قناديل البحر من الأشياء العجيبة، حيث يمر بعملية تعدد الأشكال
أو «تبادل الأطوار»، إذ يتكاثر الطور الميدوسي تكاثرا جنسيا لينتج الطور
الهيدري، الذي يتكاثر تكاثرا لا جنسيا ليعطي الطور الميدوسي مرة أخرى
وهكذا. والميدوسات وحيدة المسكن، أي يحمل الحيوان الواحد إما المناسل
المذكرة فقط أو المناسل المؤنثة فقط.
علاقات مسالمة عجيبة مع الأسماك
على الرغم من أن قناديل البحر من الحيوانات البحرية المؤذية للمصطافين
ورواد الشواطىء والمنتجعات السياحية الساحلية، إلا أن لها بعض العلاقات
المسالمة المحيرة التي تظل غير مفهومة مع بعض أنواع الأسماك، ففي المحيط
الأطلسي يلاحظ أن صغار أسماك القد والهادوك والبياض تقتفي أثر لوامس
قناديل البحر الضخمة، التي يصل أحجامها إلى حوالي ستة أو سبعة أقدام، دون
أن يصيبها أذى من هذه اللوام، وتواصل تلك الأسماك نموها في حماية وحراسة
الأعضاء الحسية لهذه اللوامس، خاصة أثناء موسم تكاثر هذه القناديل، حينما
تدخل الخلجان والبحيرات الصغيرة في المياه الضحلة لبحر الشمال، كما لوحظ
أيضا وجود صغار أسماك البياض مصاحبة لهذه القناديل بالبحر الأحمر خلال
شهري ابريل ومايو.
بعض أنواع القناديل الموجودة
في البحر الأحمر
يوجد على الأقل 15 نوعا من قناديل البحر التي تعيش في البحر الأحمر،
ويتراوح قطرها من سنتيمترين اثنين (باليفيرا أنتيكوا) إلى حوالي 40 سم
(أوريليا أوريتا)، وهي من الأنواع غير الخطرة، وإن كانت تسبب بلسعاتها
آلاما والتهابات جلدية عند لمسها، خاصة خلال فصلي الربيع والصيف، اللذين
يمثلان فصلي التزاوج لهذه الأنواع، وتنقسم حسب طبيعة معيشتها إلى
مجموعتين: الأولى تضم الأنواع السابحة مثل أوريليا أوريتا وأوريليا
مالديفينسس، والثانية تضم الأنواع القاعية مثل كاسيوبيا اندروميدا.
قناديل البحر الصندوقية
لقد سجلت حوالي 70 حالة وفاة بشواطىء استراليا الشمالية بسبب لسعات هذا
النوع من القناديل، خلال الفترة من عام 1900 حتى 1981م، وتنتشر أفراد هذا
النوع في المياه الساحلية، ما بين مداري السرطان والجدي، وتتركز حول
الشمال الشرقي لاستراليا، وهو نوع متوسط الحجم تصل أبعاده إلى 20\30 سم،
ويزن حوالي كيلوجرامين، وله أربع حزم من اللوامس، كل واحدة بها حوالي 16
لامسة شفافة، تمتد في الكبار إلى حوالي مترين أو أكثر، ويوجد منها نوعان
ولحسن الحظ لم تسجل هذه القناديل بالبحر الأحمر ولا الخليج العربي حتى
الآن.
طرق معالجة لسعات قناديل البحر
تختلف قناديل البحر في درجات لسعاتها للإنسان، ويرجع ذلك إلى عدد الخلايا
اللاسعة التي تخرق جلده، وبالتالي إلى كمية المواد السامة التي يحقن بها،
وأيا كان الوضع فإنه لابد أن يؤخذ في الاعتبار أطوال لوامس وأذرع هذه
القناديل، التي قد تصل في الأنواع العملاقة إلى أكثر من 30 مترا. وتحتفظ
بقايا هذه القناديل، وإن كانت ميتة، بقدرتها على اختراق جلد الإنسان وحقنه
بمحتوياتها السامة. لذا يجب على الغواصين ارتداء بدل الغوص لحمايتهم، كما
يجب أن يتجنب المصطافون نزول البحر بعد العواصف خاصة في المناطق
الاستوائية. وتظهر أعراض اللسعات على شكل احمرار في الجلد، وقد يحترق
ويتورم، وقد تحدث فيه بعض التشوهات التي تبقى بعد الشفاء. وقد حفزت لسعات
قناديل البحر الأطباء والمختصين، خاصة في استراليا والولايات المتحدة
الأمريكية، التي تتعرض شواطئها كثيرا إلى هجمات لقناديل البحر العملاقة،
إلى إجراء البحوث الضرورية حتى توصلوا إلى تصنيع بعض العقاقير والأدوية
التي تخفف من آثار تلك اللسعات، ويُنْصَح المصاب بعمل ما يأتي لتخفيف آثار
اللسعات:
* عند اللسع ينقع الجزء المصاب بماء البحر وليس بالماء العذب الذي يحفز انطلاق الخيوط اللاسعة.
* عدم محاولة إزالة أجزاء القناديل الملتصقة بالجسم بأدوات حادة، وعدم
لفها بالفوط أو دعكها بالرمال، لأن كل هذا يؤدي إلى انطلاق ما لم ينطلق من
الخلايا اللاسعة، فيزداد التأثير اللاسع.
*يستحسن أن تزال أجزاء القناديل الملتصقة بالملاقط، أو بالحافة الخلفية غير الحادة للسكين إن أمكن.
* معاملة الجزء المصاب بمحلول مخفف (5%) من حمض الخليك (الخل) أو عصير
الليمون لمنع انطلاق الخيوط اللاسعة وإزالة السموم، أو بمحلول من كحول
البروبايل المشابه (4070%)، أو بعض الزيت إذ لم يتوافر أحد المكونات
السابقة.
* عدم استخدام الكحول الإيثيلي، أو العطور أو كريمات الحلاقة لأنها تزيد من تأثير اللاسعات.
* دهن الجزء المصاب بالكريمات المسكنة للآلام مثل كريم اللجنوكايين بتركيز 5%.
* عند حدوث صدمات قلبية يجب محاولة تحريك الأرجل باستمرار، والمحافظة على درجة سخونة الجسم بتحريكه بشكل مستمر.
*يجب استخدام بعض طرق التنفس الصناعي لتزويد الجسم بالأوكسجين في حالة حدوث أزمات تنفسية أو الحقن بالأدرينالين.
* حقن المصاب بمحلول جلوكونات الكالسيوم (10 ملليلترات) في حالة تشنج العضلات بسبب اللسعات شديدة الإيلام.
* بمجرد هدوء الشخص المصاب يجب سرعة معالجة إصاباته بالدهن بكريمات موضعية
تحتوي على الكورتيزون أو الهيدروكورتيزون (بتركيز 100مجم).
* في حالة إصابة العيون يجب معالجتها بقطرات ومراهم مسكنة مثل الهيدروفينوكول والسفراديكس.
تعرف
في البلاد العربية بقناديل البحر لاستدارتها ولونها المائل إلى الأبيض
الشاحب أو المزرق شبه الشفاف، كما تعرف بالميدوسا أو الميدوزا أو السمك
الهلامي.
من الحيوانات البحرية واسعة الانتشار توجد في جميع بحار العالم حيث تطفو
سابحة في المياه الضحلة، وقد تقذف بها الأمواج على رمال الشواطىء.
تنتمي لشعبة اللاسعات التي تضم بجانبهما طائفة الشعاعيات التي ينتمي إليها
شقائق النعمان والمراجين الحجرية، وهي أجمل ما في البحر من كائنات، ويبلغ
عدد الأنواع البحرية التابعة لهذه الشعبة أكثر من 10000 نوع.
تشترك مع شقيقاتها من اللاسعات الأخرى في أن جدار الجسم يتكون من طبقتين
هما البشرة الخارجية والبشرة الداخلية يفصل بينهما طبقة بين خلالية هي
الهلام المتوسط
تحتوي على خلايا شديدة التخصص والتعقيد التركيبي لها وظائف دفاعية وغذائية
وتعرف بالأكياس الخيطية أو مولدات الخيط، وتسبب بلسعاتها آلاما مبرحة
وحروقا ملتهبة.
أجسامها شبه شفافة ذات ألوان زرق، أو بنفسجية، أو أرجوانية، أو صفر، أو
بنية، أو بيض شاحبة، ويمكن من الخارج رؤية أعضائها الداخلية وقنواتها
الشعاعية بسهولة.
يتكون الجسم في معظمه من الماء (أكثر من 98% من وزنه) لذلك تتحلل بسرعة
ولا تترك على الشاطىء سوى آثارا بسيطة لمكوناتها العضوية سرعان ما تختفي
خلال بضعة أيام.
اكتسبت اسم «الميدوسا»، من الأساطير اليونانية التي تعني فيها المرأة
المسخ التي تكسو رؤوسها الأفاعي الحية بدلا من الشعر المجدول، فهم يشبهون
مظلتها بالرأس، ولوامس حوافها بالأفاعي، كما تسمى أيضا الوحش البشع، ورأس
الغول، وكانوا يرسمون صورتها على أسلحتهم لإرهاب أعدائهم في المعارك،
وتشير المصادر إلى أن الميدوسا كانت تطلق أيضا على الملكة أو الحاكم نظرا
لقوتها، وما تبثه من رعب فيمن ينظر إليها.
يأخذ جسم قنديل البحر الشكل القرصي ويشبه المظلة أو الناقوس في مظهره
العام، حيث يتحدب السطح العلوي (اللافمي) ويبدو مقعرا من الناحية البطنية
(السطح الفمي)، وتزين الحواف بلوامس مجوفة بها العديد من الخلايا اللاسعة
المتراصة بعضها بجوار البعض، كما توجد على الحواف ثمانية لوامس تحتوي على
أعضاء حسية تعرف بالأكياس اللمسية، وظيفتها حفظ التوازن، تجعل الحيوان
دائما في وضع ثابت بحيث يكون فمه لأسفل وظهر مظلته لأعلى. ويوجد الفم على
السطح البطني للمظلة، ويتدلى بارزا على ما يشبه المقبض، ويحتوي على لوامس
أو أذرع فمية مزودة بخلايا حسية، ومولدات الخيط التي تساعده في الحصول على
الغذاء. وتتفاوت قناديل البحر في أحجامها، فمنها الصغيرة التي لا يتعدى
حجمها حجم حبة البازلاء، ومنها المتوسطة التي يتراوح قطر مظلتها من سبعة
سنتيمترات إلى 40 سم مثل الأوريليا أوريتا، كما توجد الأنواع العملاقة
التي يصل قطر مظلتها إلى أكثر من مترين وطول لوامسها إلى أكثر من 30 مترا،
ووزنها إلى حوالي الطن، كما في النوع سيانيا الذي يعيش بالمناطق الباردة
بشمال المحيط الأطلسي، أو قد يصل طول لوامسها أو مجساتها إلى حوالي 9
أمتار رغم صغر قطرها كما بالبارجة البرتغالية.
خلايا لاسعة
تملك قناديل البحر خلايا متخصصة توجد على سطح الجسم خاصة عند اللوامس، وهي
خلايا ذات جسم بيضاوي يبرز طرفها البعيد على سطح الجسم، حيث تخرج منه
شعيرة حسية تسمى شعيرة اللمس أو الزناد، ويوجد بداخل الخلية كيس يعرف
بالكيس الخيطي، له قاعدة قوية، مثلثة الشكل تقريبا، مزودة بالشويكات
والأسلات، متصلة بجدار الخلية بألياف عضلية، تساعد عند انقباضها في عملية
انطلاق الخيط، وتساعد الخلايا اللاسعة الحيوان في الدفاع عن نفسه، أو
اصطياد الفرائس، أو الالتصاق بالمرتكز، وهذه الخلايا هي التي تسبب الألم
والحروق لجلد الإنسان عندما تقترب منه، وذلك لأن الأكياس الخيطية تحتوي
إما على مواد شديدة القلوية شرهة جدا للماء، تساعد على اندفاع الخيط بدخول
الماء إليه عند الإثارة، أو على سوائل بروتينية سامة، ينغمس فيها أطراف
تلك الخيوط، التي تنطلق ناقلة تأثير تلك المواد السامة إلى جسم الإنسان أو
الحيوان مسببة لها الحروق والالتهابات المؤلمة التي تؤدي أحيانا إلى
الوفاة، كما في لسعات قناديل البحر العملاقة (قنديل البحر الصندوقي وزنبور
البحر) التي يحتوي الحيوان الواحد منها على كميات من السموم، تكفي في
سميتها لقتل مالا يقل عن ثلاثة أفراد وكذلك ما يعرف بالبارجة البرتغالية.
كما تؤدي هذه المواد اللاسعة والسموم إلى إحداث الشلل التام لفرائس قنديل
البحر، فيتمكن من الإمساك بها والتهامها، ولحسن الحظ لم تسجل تلك الانواع
القاتلة في البحر الأحمر والخليج العربي حتى الآن .
ولا تعمل الأكياس الخيطية تحت تأثير الجهاز العصبي للحيوان، بل تعتمد على
اللمس المباشر لشعيراتها الحسية فقط، ولذلك تنطلق بمجرد لمسها، وتختلف
الأكياس الخيطية حسب وظيفتها، وتشمل أربعة أنواع هي:
* أكياس ذات خيوط مفتوحة الطرف الحر تقوم بحقن المادة السامة إلى أجسام الفرائس.
* الأكياس الخيطية الملتفة وتقوم بالالتفاف حول الفرائس.
* الأكياس الخيطية اللاصقة الكبيرة تلتف حول الفريسة بمجرد انطلاقه.
* الأكياس الخيطية اللاصقة الصغيرة وتقوم بجمع الغذاء. وتتحرك قناديل البحر بإرادتها أو تطفو هائمة مع حركة المياه.
القناديل.. حيوانات
قناديل البحر، وإن كانت من آكلات الهوام أو العوالق الحيوانية، إلا أنها
تعد من المفترسات، حيث تتغذى على القشريات الصغيرة وغيرها ممن يلتصق بمخاط
سطح المظلة، كما تلتهم الأنواع العملاقة منها الأسماك الكبيرة وغيرها من
الكائنات البحرية الأخرى، وذلك بعد شل حركتها بالسموم التي تفرزها الخلايا
اللاسعة، وتدفع بها الأذرع الفمية بواسطة ميازيبها إلى الفم، ثم إلى
الجيوب المعدية، وتقوم الخلايا اللاسعة، المتراصة على الخيوط المعدية داخل
الجيوب، بشل حركة الفرائس التي ما زالت حية، ويتم الهضم خارج الخلايا داخل
الجيوب المعدية، ثم تمرر جزيئات الغذاء نصف المهضوم مع تيار الماء الداخل
إلى القنوات الشعاعية والقناة الدائرية، حيث يستكمل هضمها في فجوات غذائية
خاصة، وتقوم الأسواط الموجودة داخل التجويف المعدي بتوليد تيار مستمر من
الماء الداخل حاملا معه الأكسجين، الذي لا يلبث أن يطرد إلى الخارج، بما
يحتويه من مواد إخراجية وثاني أكسيد الكربون.
تتكاثر جنسيا ولا جنسيا
التكاثر في قناديل البحر من الأشياء العجيبة، حيث يمر بعملية تعدد الأشكال
أو «تبادل الأطوار»، إذ يتكاثر الطور الميدوسي تكاثرا جنسيا لينتج الطور
الهيدري، الذي يتكاثر تكاثرا لا جنسيا ليعطي الطور الميدوسي مرة أخرى
وهكذا. والميدوسات وحيدة المسكن، أي يحمل الحيوان الواحد إما المناسل
المذكرة فقط أو المناسل المؤنثة فقط.
علاقات مسالمة عجيبة مع الأسماك
على الرغم من أن قناديل البحر من الحيوانات البحرية المؤذية للمصطافين
ورواد الشواطىء والمنتجعات السياحية الساحلية، إلا أن لها بعض العلاقات
المسالمة المحيرة التي تظل غير مفهومة مع بعض أنواع الأسماك، ففي المحيط
الأطلسي يلاحظ أن صغار أسماك القد والهادوك والبياض تقتفي أثر لوامس
قناديل البحر الضخمة، التي يصل أحجامها إلى حوالي ستة أو سبعة أقدام، دون
أن يصيبها أذى من هذه اللوام، وتواصل تلك الأسماك نموها في حماية وحراسة
الأعضاء الحسية لهذه اللوامس، خاصة أثناء موسم تكاثر هذه القناديل، حينما
تدخل الخلجان والبحيرات الصغيرة في المياه الضحلة لبحر الشمال، كما لوحظ
أيضا وجود صغار أسماك البياض مصاحبة لهذه القناديل بالبحر الأحمر خلال
شهري ابريل ومايو.
بعض أنواع القناديل الموجودة
في البحر الأحمر
يوجد على الأقل 15 نوعا من قناديل البحر التي تعيش في البحر الأحمر،
ويتراوح قطرها من سنتيمترين اثنين (باليفيرا أنتيكوا) إلى حوالي 40 سم
(أوريليا أوريتا)، وهي من الأنواع غير الخطرة، وإن كانت تسبب بلسعاتها
آلاما والتهابات جلدية عند لمسها، خاصة خلال فصلي الربيع والصيف، اللذين
يمثلان فصلي التزاوج لهذه الأنواع، وتنقسم حسب طبيعة معيشتها إلى
مجموعتين: الأولى تضم الأنواع السابحة مثل أوريليا أوريتا وأوريليا
مالديفينسس، والثانية تضم الأنواع القاعية مثل كاسيوبيا اندروميدا.
قناديل البحر الصندوقية
لقد سجلت حوالي 70 حالة وفاة بشواطىء استراليا الشمالية بسبب لسعات هذا
النوع من القناديل، خلال الفترة من عام 1900 حتى 1981م، وتنتشر أفراد هذا
النوع في المياه الساحلية، ما بين مداري السرطان والجدي، وتتركز حول
الشمال الشرقي لاستراليا، وهو نوع متوسط الحجم تصل أبعاده إلى 20\30 سم،
ويزن حوالي كيلوجرامين، وله أربع حزم من اللوامس، كل واحدة بها حوالي 16
لامسة شفافة، تمتد في الكبار إلى حوالي مترين أو أكثر، ويوجد منها نوعان
ولحسن الحظ لم تسجل هذه القناديل بالبحر الأحمر ولا الخليج العربي حتى
الآن.
طرق معالجة لسعات قناديل البحر
تختلف قناديل البحر في درجات لسعاتها للإنسان، ويرجع ذلك إلى عدد الخلايا
اللاسعة التي تخرق جلده، وبالتالي إلى كمية المواد السامة التي يحقن بها،
وأيا كان الوضع فإنه لابد أن يؤخذ في الاعتبار أطوال لوامس وأذرع هذه
القناديل، التي قد تصل في الأنواع العملاقة إلى أكثر من 30 مترا. وتحتفظ
بقايا هذه القناديل، وإن كانت ميتة، بقدرتها على اختراق جلد الإنسان وحقنه
بمحتوياتها السامة. لذا يجب على الغواصين ارتداء بدل الغوص لحمايتهم، كما
يجب أن يتجنب المصطافون نزول البحر بعد العواصف خاصة في المناطق
الاستوائية. وتظهر أعراض اللسعات على شكل احمرار في الجلد، وقد يحترق
ويتورم، وقد تحدث فيه بعض التشوهات التي تبقى بعد الشفاء. وقد حفزت لسعات
قناديل البحر الأطباء والمختصين، خاصة في استراليا والولايات المتحدة
الأمريكية، التي تتعرض شواطئها كثيرا إلى هجمات لقناديل البحر العملاقة،
إلى إجراء البحوث الضرورية حتى توصلوا إلى تصنيع بعض العقاقير والأدوية
التي تخفف من آثار تلك اللسعات، ويُنْصَح المصاب بعمل ما يأتي لتخفيف آثار
اللسعات:
* عند اللسع ينقع الجزء المصاب بماء البحر وليس بالماء العذب الذي يحفز انطلاق الخيوط اللاسعة.
* عدم محاولة إزالة أجزاء القناديل الملتصقة بالجسم بأدوات حادة، وعدم
لفها بالفوط أو دعكها بالرمال، لأن كل هذا يؤدي إلى انطلاق ما لم ينطلق من
الخلايا اللاسعة، فيزداد التأثير اللاسع.
*يستحسن أن تزال أجزاء القناديل الملتصقة بالملاقط، أو بالحافة الخلفية غير الحادة للسكين إن أمكن.
* معاملة الجزء المصاب بمحلول مخفف (5%) من حمض الخليك (الخل) أو عصير
الليمون لمنع انطلاق الخيوط اللاسعة وإزالة السموم، أو بمحلول من كحول
البروبايل المشابه (4070%)، أو بعض الزيت إذ لم يتوافر أحد المكونات
السابقة.
* عدم استخدام الكحول الإيثيلي، أو العطور أو كريمات الحلاقة لأنها تزيد من تأثير اللاسعات.
* دهن الجزء المصاب بالكريمات المسكنة للآلام مثل كريم اللجنوكايين بتركيز 5%.
* عند حدوث صدمات قلبية يجب محاولة تحريك الأرجل باستمرار، والمحافظة على درجة سخونة الجسم بتحريكه بشكل مستمر.
*يجب استخدام بعض طرق التنفس الصناعي لتزويد الجسم بالأوكسجين في حالة حدوث أزمات تنفسية أو الحقن بالأدرينالين.
* حقن المصاب بمحلول جلوكونات الكالسيوم (10 ملليلترات) في حالة تشنج العضلات بسبب اللسعات شديدة الإيلام.
* بمجرد هدوء الشخص المصاب يجب سرعة معالجة إصاباته بالدهن بكريمات موضعية
تحتوي على الكورتيزون أو الهيدروكورتيزون (بتركيز 100مجم).
* في حالة إصابة العيون يجب معالجتها بقطرات ومراهم مسكنة مثل الهيدروفينوكول والسفراديكس.
سيد اسماعيلالسبت ديسمبر 11, 2010 5:39 pm